المغيب الأستاذ/ محمد عمر حمد سلمان عمر
بقلم الأستاذ: يسين محمد على
سيرة معتقل محمد عمر حمد سلمان عمر (عد موشي ود كباشاي): ولد الشيخ محمد عمر حمد
في منطقة (أفعبت) عام 1938م، وعندما كان في السابعة من عمره عادت الأسرة إلى منطقة (قَارْعُوبَلْ) التي تنحدر منها بالأساس، عمل على مساعدة والده في زراعة الأرض ورعي المواشي في منطقة قارعوبل، وكانت العائلة تملك ثروة مقدرة من الإبل والبقر، لم يتمكن من الحصول على التعليم النظامي في بداية حياته، لكنه كان يختزن رغبة كبيرة في التعلم، من أجل ذلك سافر إلى منطقة (أزْرَقَتْ) وجلس فيها أشهر قليلة يتعلم القرآن، ومنها سافر إلى منطقة (ألْقَدِينْ) بالقرب من الحدود السودانية ونال فيها قسطا وافرا من مبادئ العربية كما حفظ القرآن الكريم في خلاويها العامرة، ثم عاد إلى قريته وأقام بها سنة واحدة أكمل خلالها نصف دينه، و انتقل بعدها مرة أخرى إلى مدينة أفعبت بنية الإستقرار فيها لوجود الخدمات، لا سيما الصحة والتعليم (عيادة اسبديس التابعة للبعثة الصحية الإيطالية، وخلاوي القرآن ومدرسة تمهيدية).
رحلة وعمل:
قبل العودة إلى أفعبت كانت خطة الشيخ/ محمد عمر تقتضي بيع جزء من المواشي التي آلت إليه بالوراثة بعد وفات والده (حمد ود سلمان) لإفتتاح مشروع تجاري صغير يبدأ به حياته العائلية في مدينة أفعبت، وبالفعل افتتح محل تجاري،عبارة عن دكان متواضع (حسب وضع المدينة آنذاك) وظل يعمل فيه، وفي نهاية العام 1972م تعرض الشيخ محمد عمر للإعتقال من قبل جيش الإحتلال الإثيوبي بتهمة الإنتماء إلى (جبهة التحرير الإرترية) والعمل ضمن الخلايا السرية للجبهة وجمع التبرعات، وقد أطلق سراحه بعد أن قضى عاما كاملا في السجن في أسمرا، وبعد خروجه من السجن استمر في عمله التجاري حتى نهاية عام 1975م عندما اشتد أوار الحرب وأخذ الوضع الأمني يسوء بشكل لافت، عندها قرر العودة إلى منطقة قارعوبل مرة أخرى وهكذا انتقلت الأسرة بكامل أفرادها (ثلاثة أولاد وخمس بنات) إلى القرية، وكانت هناك مدرسة تابعة لجبهة التحرير الإرترية في منطقة قارعوبل آنذاك وكانت تقع في أعالي الوادي وتحديدا في منطقة فيالات، سجل الأبناء والبنات جميعهم في تلك المدرسة لمواصلة تعليمهم وبعد إكمال عام دراسي واحد أدى تصاعد المعارك وتطور الصراع إلى رحيل الجبهة عن المنطقة وإغلاق المدرسة مما أغلق باب التعليم أمام سكان المنطقة، ومن هذه اللحظة تفرق أفراد الأسرة بين اللجوء إلى السودان أو النزوح إلى مدينة كرن، حيث سافر الأبناء الكبار إلى السودان وبقي الصغار مع الوالدين في مدينة كرن..
كانت المعاهد الإسلامية في مدينة كرن حينها تعج بالنشاط التعليمي المتزايد مع ازدياد عدد الطلاب القادمين مع عائلاتهم النازحة من مختلف المناطق والضواحي المحيطة بمدينة كرن، بفعل ازدياد المعارك بين الثورة الإرترية وبين جيش الإحتلال الإثيوبي، انضم الشيخ/ محمد عمر إلى مؤسسة أصحاب اليمين التعليمية لمؤسسها الشيخ (محمد صالح مرشد) وعمل بها مدرسا للعلوم الإسلامية واللغة العربية، ثم انتقل مع مجموعة من رفاقه إلى معهد الضياء الإسلامي الذي تأسس قبيل التحرير بفترة وجيزة، وظل يعمل به مدرسا حتى تأريخ اختطافه من قبل عصابات تابعة للحكومة الإرترية من منزله بتأريخ 24 ديسمبر 1994م، حيث لم يظهر له أثر منذ ذلك التاريخ.
الحالة الإجتماعية:
متزوج وأب لثلاث أولاد وخمسة بنات، مازالو ينتظرون عودته إليهم بالرغم من طول مدة اختفائه القسري التي تجاوزت 22 سنة.