النضال الوطني الرائد لحزب الرابطة الإسلامية في أربعينات القرن الماضي
بقلم الأستاذ: محمد نور فايد - ملبورن المصدر: عونا
أعزائي القراء المحترمين حفظهم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
الفقرة الأولى - اجتماع جماهيري عريض في ضاحية بيت قرقيس باسمرا:
في نوفمبر من عام 1946م لتوعية وتعبئة الجماهير للوحدة مع أثيوبيا عقد (حزب إندنت) اجتماع موسع في بيت قرقيس ومن مدينة كرن شارك في الإجتماع الزعيم الراحل الشجاع السيد/ إبراهيم سلطان، لم يرحبوا به وبعد جلوسه على الأرض لفترة طويلة أتيح له الفرصة لإبداء الرأي، عندما بدأ حديثه قاطعه احد من الشباب مسيئا له ولجميع سكان المنخفضات الإرترية بقوله (لا داعي لتضيع الزمن لاستماع كلام الرعاة أنهم سيلتزمون بما نقره نحن وإن حاول السيد/ تدلا بايرو الإعتزارعما قاله ذلك الشاب، غادر الزعيم الشجاع مكان الاجتماع فوراً وهرول بالذهاب إلي مكتبه في محطة سكة حديد والتي كان موظفيها حيث أعد مسودة لتأسيس حزب سياسي من اجل الاستقلال، التحق به رفقائه السيد/ عبدالقادر كبيري والشيخ/ سليمان محمد عمر شقيق السيد/ ابراهيم المختار، نقحوا المسودة وقدموها لكل من مفتي الديار وعمدة المدينة السيد/ ديجنات حسن علي للتصديق وقدموا طلبهم للجهة المسئولة لتأسيس الحزب وقبل طلبهم، ولشدة الفرح والإبتهاج أعدوا وجهزوا سكان ضاحية (أكريا) مأدبة غداء للزعماء، وأيدوا الحضور بالاجماع فكرة تأسيس الحزب وقرروا ان يعقد الاجتماع التأسيسي في مدينة كرن بتاريخ 1946/12/4م.
الفقرة الثانية - تأسيس الحزب:
في الموعد المقرر أعلاه اجتمعوا في كرن ممثلين للجماهير من القرى والمدن وبعد نقاش مستفيض اختاروا إسم حزب الرابطة الإسلامية للحزب وانتخبوا الزعيم الروحي الشيخ/ بكري جعفر المرغني رئيسا للحزب والسيد/ ابراهيم سلطان سكرتيرا وكونوا مجلس قيادة للحزب وقرروا ان يعقد المؤتمر الأول في يومي 20-21 من شهر يناير 1947م في نفس المدينة وعينوا مناديب لجمع التبرعات المادية لإنجاح ذلك المؤتمر وتمخص من الاجتماع القرارات والتوصيات التالية:-
1. العمل من اجل تحرير طبقة التجري من طبقة الشماقلي.
2. دعوة العلماء لإنشاء مؤسسات تعليمية.
3. توعية وتثقيف الجماهير ثقافيا وسياسيا واجتماعيا.
4. إنشاء دولة ارتريا مستقلة وموحدة بحدودها الإقليمي الذي رسمته دولة ايطاليا عام 1935م.
5. المطالبة بالاستقلال الكامل أو وصاية دولية والرفض الكلي للوحدة مع إثيوبيا أو مع أي دولة أخرى.
الفقرة الثالثة - انعقاد المؤتمر التأسيس الأول للحزب:
في يومي 20-21 يناير 1947م انعقد المؤتمر الأول للحزب في مدينة كرن وشاركوا فيه زهاء السبعة آلاف ممثلين للشعب على المستوي الوطني بما فيهم المسيحيين من المنخفضات الوسطى شاركوا في المؤتمر وبعد نقاش ومداولات مستفيضة تمخض من المؤتمر القرارات التالية:-
1. ان لا تتجزأ وتنقسم ارتريا بأي حال من الأحوال وستدوم دولة موحدة مستقلة.
2. نتيجة تدني الوعي والتعليمي والسياسي لشعبنا،إذا لم يتحقق الاستقلال الكامل سنطالب الوصاية الدولية لمدة عشر سنوات على الشرط أن يعلن استقلال وطننا بعد نهاية تلك المدة.
3. طموحاتنا ورغبات شعبنا هو التعليم والرقي والتقدم ومن أجل ذلك لابد من أن نسخر طاقتنا وأموالنا ونرفض الوحدة مع أثيوبيا أو أي دولة أخرى.
4. يدعوا المؤتمر كل مواطنينا في المهجر أن يعودوا إلى وطنهم وأن ينضموا مع حزبهم من أجل أعمار الوطن.
5. أي قضية تتعلق بالاستقلال الكامل أو الوصايا الدولية يجب أن يناقش بحضور ومشاركة علماؤنا وعقلائنا.
6. إذا أقرت الوصايا الدولية بدل الاستقلال يجب أن تكون الوصايا تحت رعاية الأمم المتحدة.
7. من أجل التقارب والتفاهم سنقدم مسودة دستور حزبنا لإخواننا... المسيحيين في الأحزاب المطالبة للاستقلال.
الفقرة الرابعة - تأسيس صحيفة صوت الرابطة الإسلامية:
عقب اختتام المؤتمر أسس المجلس التنفيذي للحزب صحيفة اسبوعية باللغة العربية وباسم صوت الرابطة الإسلامية وانتخبوا كل من السيد/ محمد عثمان حيوتي رئيساً لإدارة الصحيفة والسيد/ بشير محمد عثمان كمدير للإدارة والسيد/ يسن باطوق محرراً للصحيفة.
ولو إن إدارة الصحيفة كانت تعاني من أزمة مادية لإدارتها وأن الصحيفة لعبت دوراَ هاما لتقوية وتطوير أعمال الحزب بنشر أهدافه وطموحاته للشعب وكسب التأييد الأدبي والمعنوي والسياسي في الداخل والخارج من اجل الاستقلال.
الفقرة الخامسة - تأسيس جمعية شباب الرابطة:
في شهر مايو1947م بمساعي الشهيد/ عبدالقادر كبيري عقد اجتماع موسع لإعضاء الحزب في فندق البحر الأحمر التابع لإسرة المرحوم ابرَا... أسسوا فيه الحضور جمعية شباب الرابطة، بادروا الشباب للتسجيل في عضويته وقاموا بدور كبير لحماية أعضاء الحزب من اعتداءات حزب إندنت ولتنظيم إقامة المحاضرات والندوات الثقافية والسياسية والمسيرات الجماهيرية في كل المدن، وبفضل نشاطات الشباب والدور الإعلامي لصحيفة صوت الرابطة منذ بداية تأسيس الحزب عام 1947م بلغ تعداد أعضاء الحزب نصف مليون من السكان.
الفقرة السادسة - تكوين حزب وطني جديد:
في عام 1947م تم تكوين حزب وطني جديد ممثلا من مجموعة المسيحيين الذين كانوا أعضاء في حزب حب الوطن برئاسة المناضل ولد آب ولد ماريام وتسمية الحزب باسم (حزب التحرير) وكانت مبادئه وأهدافه مطابقة لأهداف ومبادئ حزب الرابطة وهي الاستقلال ورفض الوحدة مع إثيوبيا في شهر مايو من نفس العام انتخبوا رئيسا جديداً للحزب يسمى رأس تسما اسبروم بإستبدلال ولد آب ولد ماريام وكان أسبروم من المعارضين بشدة للوحدة مع اثيوبيا. في عام 1952م عندما جاء الإمبراطور هيلي سلاسي كأول زيارة له لإرتريا بينما زعماء القبائل ورجالات الدين لبو الدعوة لمقابلة الإمبراطور في اسمرا رفض رأس تسما مغادر قريته القريبة من مدينة سقنيتي للذهاب الى اسمرا حيث اضطر الإمبراطور للذهاب اليه بنفسه.
أما الشيخ الورع الشجاع ابراهيم مختار مفتي الديار الإرترية آنذاك وأن لبى الدعوة عند مقابلته الإمبراطور بينما القساوسة كانوا يركعون إجلال للإمبراطور كان المفتي يقف أمام الإمبراطور لوحده رافع الرأس مستقيما وعندما سأله من تلك الجرأة رد اليهم الركوع والسجود لله وحده، وليس للبشر وخشية ان يشملني الإثم بفعلكم ارفع رئسي فوق وعندما اشتكوا به للإمبراطور ردا عليهم اتركوه هو وشأنه وشكرا.