التمعن في مفردات لغة التقرايت
بقلم الأستاذ: عبدالعزيز إبراهيم العامري - كاتب وفنان تشكيلي
التمعن في مفردات لغة التقرايت، يجعلك لُغوياً مُتقناً للعربيةِ الفصحى.
لقد كتبتُ في مذكرة لي بعضاً من مفردات التقرايت، وجعلتُ ابحث عن معانيها في معاجم اللغةِ العربية، فإذ بي أجدها كما هي في التقرايت.
فلنلقي نظرةً على هذه المفردات المتشابهة..
التقرايت = العربية
بَتْرايْ = أبْتَر
صَرْما = صرماء
قِرْحِتْ = قرحاء
طِبْ، أطباي = طِبْي، أطباء
سِراك = شِراك
(بَتْراي) في لغة التقرايت تطلق على الحيوانات التي بُترت ذيولها بقصدٍ أو غير قصد، ونجد في العربية معانٍ كثيرة لهذه المفردة، تعطي نفس المعنى سواء أطلقت على العاقل أو غير العاقل، نذكر منها على سبيل المثال: كانت قبائل العرب قديماً تطلق كلمة أبتر على من ليس له أبناء، لأنهم يزعمون أن من مات أبناؤه الذكور فقد انقطع نسله. يعني لم يتبقَ له من يرثه غير الإناث.
(صرما) في لغة التقرايت تطلق على الشاة الصرماء أي التي بُتكت إحدى أذنيها على شكل ٨، وهذا الوسم لقبيلة من قبائل البني عامر، وقد كانوا يتخذون هذه العلامة تعريفاً بهم وتمييزاً لأنعامهم عن انعام القبائل الأخرى.
(مِقْرَحْ) هي القرحةُ البيضاء التي توجد على جباه البقر والخيل.
يقول الشاعر حامد عبدالله في قصيدة له:
(لَمَسْطَبتْ عَرقا لأفروس قَرْحيت * لَأسْيوف وتَحَلَفَا إسَاتْ عَلَتْ كِريتْ)...
{أفروس قِرْحِيتْ}، الصفة في التقرايت تأتي بعد الموصوف كما في العربيةِ تماما، وكذلك توجد في هذه اللغة {التقرايت} صفتان لموصوف واحد دون ذكر اسمه، كقولهم (مَكْروهْ قِروحْ) هاتان الصفتان تطلقان على الرجل الشرير الذي يَظهرُ الشر على جبينهِ جليا.
وكان بإمكانهم أن يقولوا (إناس مَكْروهْ قِروحْ)، لكن كلمة {مَكْروهْ} نابَت عن اسم الموصوف دون أن تبرح محلها الإعرابي.
(طِبْ) هو حلمة الثدي أو حلمات الضرع للحيوانات المُرضعة.
وللعلم ان كلمة ضرع (طَرِعْ) في كلتا اللغتين تطلق على أطباء الحيوانات وليس علی أثداء النساء.
فمن يطلق كلمة ضرع على ثدَيْ المرأة فقد ضلَّ عن سبيل البلاغة وسلك سبيل الركاكة.
(سِراك) هو شراك النَّعل الذي يلتف حول العرقوب والكعب، ويُربط في سير صغير يضم السبابة والوسطى.