مؤلم الذي يحدث في الإعداد لِـمظاهرة جنيف بتاريخ الحادي والثلاثين من شهر اغسطس الجاري

بقلم الأستاذ: علي عافه إدريس - كاتب ومحلل سياسي ارتري

من البديهيات، انه ليس هناك وسيلة نافذة المفعول للتعبير عن الرأي المعارض والإحتجاج، مثل وسيلة التظاهر كأداة تحقق نتائجها

التظاهرة الكبرى في جنيف

المطلوبة و بصوتِِ قوي و واضح. سيما؛ ما يحدث الآن من حولنا وسط وضع مُعقّد، إذ يبدو المشهد الإرتري العام في حالة "مُلِحّة" من أي وقتِِ مضى لإيصال رسالتنا واستغلال الحراك الذي إجتاح المنطقة بأكملها و ما ترتّب عليه من أحداث في الداخل والخارج. لهذا نهيب بكل إخوتنا المتواجدين في أوربا بالمشاركة في المظاهرة المزمع إقامتها في جنيف بتاريخ 31 أغسطس الجاري. و يمكن تصنيفها بأنها معركة كبرى تكتسب أهميتها للكثير من الأسباب.. يمكن أن نحصرها فيما يلي:-

• توقيتها، الذي يتوافق تماماََ من حيث أن أنظار العالم تتجه الآن نحو المنطقة التي ننتمي إليها.

• تعدُّ هذه المظاهرة أول مواجهة ستتاح لقطاعات الشعب الأرتري المتواجد في أوربا، خاصة بعد المستجدات الأخيرة في أرتريا، لتقديم كل ما في قدرتهم من دعم معنوي و إنساني شيء ذو قيمة لأنفسهم ولشعبهم من أجل الحياة الحقّة الكريمة للجميع.

• أنها اختبار أخير لإرادة الوحدة الوطنية بين الفسيفساء المكونة للشعب الأرتري.

خلاصة القول؛ يجب أن تكون مشاركتنا هذة المرة "فعليّة"واضحة المعالم والأهداف.

و كما هو معروف.. لقد دأب أخوتنا المسيحيون دائما على تهميش أدوار أخوتهم المسلمين، من خلال الاستحواذ والسيطرة غير المبررة على كل التمثيل في تجمّع النشاطات العامة، والاكتفاء بالتمثيل الهزيل للطرف المسلم عبر أشخاص يتم إختيارهم "بتعمّد" ملحوظ من قبلهم لمواصفات تخدم مصالحهم.. دون وضع إعتبار للوجه الحقيقي الوطني للنشاط، و هذا بالضبط ما يقوم به النظام !.

لهذا أتمنى و أرجو أن يكونوا صادقين معنا هذه المرة ومع أنفسهم أيضاً، و أن يكون التمثيل حقيقي في الفعل ومناصفة بين الجانبين وبأشخاصِِ يمثلون الطرف الآخر بشكل حقيقي، بحيث يكون تواصلهم مع الأشخاص الذين يحملون ذات الرسالة والهدف والمضمون.
وعلى الأخوة الذين يتم إختيارهم لتمثيلنا، أن يتأكدوا أنهم قد تم ضمهم لمجموعة لديهم فيها تمثيل حقيقي و واضح في مناصفة القرار؛ و إلّا.. فليرفضوا أن يكون دورهم كتوابع لا دور لها، دعونا نتمسّك و نتحلّى بالكرامة، و لا نقبل بغير هذا أبداََ.

ربما - سينبري من يقول: أن أصحاب المبادرة قد وضعوا آليّة لتعمل على تمثيل كل الأرتريين في العالم عبر انتخاب ممثليهم !

أعرف تفاصيل ذلك بدقة كبيرة و متناهية، و أعرف أيضاََ أنها آلية قد عملت لإسكات بعض الأصوات الشامخة التي أبدت إعتراضها، هذا أمر يخص الدعم المادي والمعنوي وليس التمثيل الحقيقي على الأرض.. فمثلا أنا المتواجد في الخليج كيف سأمثل القطاع الذي إختارني لتمثيله في لجنة المظاهرة على أرض الواقع ؟.. لهذا الأمر يبدو مثل ذرَّ الرماد في العيون. ما نريده نحن؛ تمثيل حقيقي لأخوتنا في أوربا في لجنة إعداد المظاهرة وفي اللجنة الدائمة التي سيتم إختيارها بعد المظاهرة.

سأتناول في هذا البوست الكتابة عن خمس نقاط مهمة، أرجو الانتباه لها والعمل على معالجتها إذا كانت هناك إمكانية لذلك، و إتخاذ مواقف قوية بشأنها - إذا لم تكن هناك طريقة لمعالجتها فآخر العلاج هو "الكيُّ":-

النقطة الأولى: هناك تكتم شديد حول لجنة الإعداد لمظاهرة جنيف والذي وصلني حتى الان؛ أن عدد أعضاءها عشرون عضو، سبعة عشر منهم مسيحيين والثلاثة البقية منهم مسلمين، لهذا من الطبيعي أن تكون الرئاسات الثلاثة من نصيب الطرف الآخر (الرئيس العام للجنة ورئيسي اللجنتين الفرعيتين الإدارية و الإعلامية) وبالتأكيد هذا التمثيل أسوء بكثير من تمثيلينا في هياكل حكومة أسياس ؟
فماذا نحن فاعلون ؟!!

النقطة الثانية: أمر جميل أن يتنادى أخوتنا للمشاركة الفاعلة في الملتقى الذي سيعقد بعد المظاهرة في الأول من سبتمبر القادم، فهل هذة المناداة تعتبر نداء حقيقي ؟

أليس الأهم في البداية أن ينادي أخوتنا هؤلاء فيما بينهم لإيجاد مشاركة حقيقية لهم في لجنة الإعداد للمظاهرة ؟
و بهذا ستأتي فاعلية مشاركتهم في اللجنة التحضيرية للملتقى نتيجة طبيعية لمشاركتهم الحقيقية في لجنة الإعداد !!!
لماذا الصورة مقلوبة لدينا ؟!!

النقطة الثالثة: السلام أمر جميل ومهم للجميع - لكن التركيز عليه بهذه الطريقة التي يسوّق بها البعض لجعله محل تأييد الجميع عبر الزجُّ به في المظاهرة، ثم تحت راياته تتمّ المطالبة بالمظالم والحقوق، لا شك أن مثل هذا الأمر سيضر بالمطالبات لأنها ستختفي تحت ظلاله !!
و رغم أن سوء النية أمر وارد بشدة، لكننا سنتجاوز ذلك ونفترض حسن النية، و نقول أنها خطوة غير ذكية تفرغ المظاهرة والحقوق والمظالم من مضمونها الحقيقي، وسيُظهر المظاهرة كأنها مظاهرة خرجت من أجل تأييد ودعم السلام.
أليس من الأجدى عدم تبني السلام في المظاهرة التي قد دأب الشعب الأرتري على انتظارها حولا كاملا لإسماع صوته للعالم؟!!
لصالح من يتم إقحام السلام الذي تحوم حوله الكثير من علامات الاستفهام ؟!

النقطة الرابعة: ليس دفاعا عن المجلس الوطني - لكن لماذا هذه الروح غير الجميلة ؟

كيف يفكر هؤلاء ؟

هل من شروط نشأة الكيانات أن تكون بديلة لكيانات أخرى ؟

حتى لو افترضنا وجود هذا الشرط لنشأة الكيانات - ألا يفترض التماثل بين البديلين، فالمجلس الوطني جهة سياسية والبديل جهة مدنية؟
ما علاقة منظمات المجتمع المدني والناشطون الذين سيشاركون في الملتقى الذي سيعقد في الأول من سبتمبر القادم بالمجلس الوطني حتى يضعون رأسهم برأسه ويعتبرون أنفسهم بديلا له ؟!!

ماذا سنستفيد نحن من ذلك ؟!!

هل أصحاب هذا التوجه تسوقهم أجندة خفية، أم الجهل هو الذي يدفعهم للزجِّ بالمجلس الوطني في معركة من غير معترك ؟!!
أمر يحتاج لليقظة والزجر في الوقت المناسب.

النقطة الخامسة: عبّر بعض الناشطون في بوستات على صفحاتهم في الفيسبوك بشأن مظاهرة جنيف، عن أجندة خفيّة تم التنسيق لها، لكنهم لم يوضحوا ماهيّة تلك الأجندة، ومن هم الذين يسوقونا لها ، فالأمر مبهم جداً وقد لا يكون ذا أهمية ومع هذا يجب متابعته ومعرفة تفاصيله الان، لأن هذه الأصوات يمكن أن تختفي فجأة لحدوث تسويات خاصة بهم.
الأمر برُمتِه يحتاج لمتابعة وبذل جهد لمعرفته !

نريد تمثيل حقيقي وإلّا... فلا !!

ولكم مني فائق الإحترام والتقدير

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

التعليقات  

أحمد
#أحمد2018-08-16 13:06

يأخي وين انت حتى تطالب بالتمثيل العادل، معظم الذين كانوا يتظاهرون ضد النظام واسمعوا صوت الشعب الإرتري هم من المسيحين. حتى وإن طبقو نظام المحاصصة الذي تطالب به، المسيحيين هم الذين سيكونون في الواجهة وسيتولون القيادة... ببساطة لأن المسلمين غائبين... من غاب غاب سهمه... ياخي كفاية العبث والتجديف عكس التيار. تعلم كيف ترتب اولوياتك والإستفادة من الوضع ولا داعي لإثارة نعراة الطائفية في توقيت حساس كهذا.
رد
Top
X

Right Click

No Right Click