مسؤول الشؤون الثقافية والإعلامية بالحركة الشباب الارتري للتغيير بسويسرا في حوار مع الدبلوماسي السابق الإعلامي الأستاذ فتحي عثمان

حاوره الأستاذ:عثمان على عليو - مسؤول الشؤون الثقافية والإعلامية بالحركة الشباب الارتري للتغيير بسويسرا

على هامش فعاليات التظاهرة الثقافية بمناسبة مرور {25} عاما على استقلال أرتريا و التي أحيتها حركة الشباب الأرتري للتغيير -

بسويسرا كان لنا هذا الحوار الذي اجريناه مع الإعلامي و الدبلوماسي الأستاذ فتحي عثمان وفيما يلي نصه:

فى البداية نرحب بكم كل الترحاب ونشكركم على تلبية دعوتنا لإجراء هذا اللقاء السريع معكم على هامش فعاليات هذه التظاهرة الثقافية التي أحيتهاالحركة، فهل تكرمتم بتعرفينا على بطاتكم الشخصية ؟

أسمى فتحي عثمان وكنت من ضمن الناشطين في الحركة الطلابية الارترية وذلك بعضويتي في الاتحاد الوطني لفرع الكويت وهو أول فرع انشق من الاتحاد العام لطلبة ارتريا وأعلن انضمامه للجبهة الشعبية. وكان هذا الاتحاد يضم نخبة من الطلاب الذين تبوأوا مناصب كبيرة بعد الاستقلال. وساهمت عضويتي في العمل وأخذي لدورات كادر في تمكيني من النظر إلى المسائل ذات الطبيعة السياسية بشكل مختلف نسبيا. بعد التحرير عملت صحفيا في وزارة الاعلام وفي صحيفة ارتريا الحديثة تحديدا، تم فصلي من العمل ضم ما يعرف بسياسة اعادة هيكلة جهاز الخدمة المدنية. عملت بعد ذلك في مفوضية زقر حانش والتي كانت تتابع الملف القانوني لارتريا في النزاع مع اليمن. بعد ذلك عملت في مكتب المستشار القانوني للرئيس لمدة سبع سنوات وأخيرا انتقلت للعمل في سفارة ارتريا في باكستان في نهايات سنة 2003، وانتقلت للعمل كمسئول عن الشئون السياسية في سفارة ارتريا في السعودية في سنة 2004، واخيرا طلبت حق اللجوء السياسي في فرنسا حيث أعيش واعمل حاليا.

خمسة وعشرون عاما هي تلك الفترة والمسافة الزمنيةالتي أعلن فيها الشعب الإرتري البطل حريته وسيادته المستقلة بعد كفاح مرير استمر تلانون عاما، فماهي قراءتكم لهذه المرحلة وكيف تقيمون ادعاءات وتباهي النظام الحاكم في أسمرا لماحققه من انجازات خلال هذه الفترة الزمنية ؟

تتبجح الحكومة بإنجازات تنموية حققتها خلال السنوات الماضية، ولكن التنمية ليست خيال بل هي مستوى متقدم من الدخل ومستوي صحي عال، وتعليم ومياه وخدمات واليوم في ارتريا لا يوجد أي من ذلك، ما لا يعلمه الكثيرون أن الكليات التي اقامتها الحكومة على انقاض جامعة اسمرا لا تعترف بها اليونسكو وتبعا لذلك فشهاداتها غير معترف بها في الجامعات الدولية. هناك معيار ظهر مؤخرا للدولة الفاشلة، ويعتمد على أن الدولة الفاشلة هي التي لا تملك مؤسسات حكم تشاركية، وتعتمد على الاقتصاد الخارجي وتقتل المبادرة الفردية وكل واحدة من هذه النقائص تجر وراءها نقائص أخرى لا حصر لها أخرها واكبرها هو تفتت الدولة وسيادة الفوضى كما هو حادث في النموذج الصومالي ومن قبله النموذج الليبيري والسيراليوني أو الليبي حاليا.
لو كانت هناك انجازات تنموية في ارتريا لما غادر الشباب البلاد بالألوف، ولا يمكن أن يكون كل هؤلاء مخطئين بينما الحكومة الارترية "الرشيدة" تكون هي ذات الموقف الصحيح الوحيد في البلد.

الشعب الأرتري الذي كان يحلم بنسمات الحرية نجده اليوم بين مطرقة نظام أفورقي المستبد الذي رفع شعار الإقصاء والتهميش والقتل والتشريد وبين سِنْدَانْ تَفَكُكْ وضُعف المعارضة وغياب وحدة الخطاب السياسي الذي يُلبي متطلبات مرحلةالتغيير، في رأيكم هل من سبيل للخروج من هذه الماساة ؟

نعم اتفق معك أن الشعب الارتري واقع بين مطرقة النظام وعجز المعارضة وتشرذمها، وهذا للأسف يترك آثارا معنوية ضارة، بالطبع غير التهكم والسخرية الدائمة من قبل الطاغية حول المعارضة. هذه المنغصات اعتقد أن عليها أن تخلق دافعا أكبر لتفعيل العمل المعارض من اجل الوصول للمبتغى. بالطبع يظل المخرج الوحيد للعمل المعارض الاتفاق على برنامج الحد الأدنى وتفعيل آلية عمل مشتركة وموحدة ولكن مضت سنوات دون أن يثلج صدر الشعب اي من ذلك. والتحدي ماثل أمام العيان والاسئلة التي تتطلب الاجابة واضحة وليس هناك متسع من الوقت لإضاعته، يكفي ما ضاع من زمن.

في احدى مقالاتكم ذكرتم أن العديد من سجناءالضمير في ارتريا يلعنون صمت وتواطىء الشعب الأرتري ازاء مأساتهم، فبماذا تفسرون مظاهرات جنيف الكبرى التي أحيتها الجاليات الأرترية المتواجدة في أوروبا وكذلك فعاليات يوم المعتقل الإرتري التي قام بها نخبة من النشطاءالسياسيين والحقوقيين الإرتريين في14 أبريل 2016 لإظهار معاناه المعتقلين وسجناء الضمير في إرتريا ؟

نعم، معاناة المعتقل في زنازين ارتريا لا توصف، لأن العقوبة في ارتريا الهدف منها "تدمير" الانسان واسرته ومحيطه، وإلا ما معنى أن يسجن الشخص ولا تعرف اسرته مكان سجنه لسنوات ويعاقب هو بالسجن وتعاقب أسرته وابناءه بالحرمان. التواطؤ بالصمت إزاء هذه الكارثة الانسانية يترك آثارا غائرة، وهذا ما يريده الطاغية وزبانيته. الواجب العمل على أن تكون هناك قاعدة بيانات قدر المستطاع حول المعتقلين في ارتريا تحوي اسماءهم وتواريخ اختفاءهم ويمكن لكل الاسر أن تساهم في هذه القاعدة المهمة، هذا أقل ما يمكن تقديمه من اجل سجناء الضمير في ارتريا، واقترح أن تعمل حركة الشباب للتغيير لتحقيق قاعدة البيانات هذه لأنه سوف يأتي يوم ونحتاج فيه لهذه المعلومات من اجل إدانة وتقديم المجرمين للعدالة.

بقصد جلب السياح والترويج له منحت السطات الأرترية في شهر مايو من العام الحالي وفي ظاهرة هي الأولى من نوعها رخصة الدخول الى أرتريا لفريق برنامج مراسلون الوثائقي لقناة فرونس 24 وقد تابعتم التقرير، فهل كانت نتائجه رسالةواضحة تعكس قساوة النظام ومعاناة الشعب الأرتري في الداخل ؟

في نهاية العام الماضي وزعت وزارة الخارجية الارترية خطة عمل للسفارات تتضمن دعوة صحفيين من مختلف الدول لزيارة البلاد، وأخذت السفارات على عاتقها تنفيذ خطة العمل وزار ارتريا صحفيون سودانيون كتبوا مقالات مجافية للواقع في ارتريا، وكل ذلك بتمويل من السفارة. من ضمن الفرق الاعلامية التي زارت البلاد كان هناك فريق سويسري، وفرنسي من قناة فرنسا 24 وهؤلاء صوروا فيلما وثائقيا مدته 26 دقيقة واستغرق اعداده اكثر من ثلاثة اشهر، ولم يقدموا فيه وجهة نظر الحكومة الرسمية فقط بل أخذوا رأي بعض المواطنين في الداخل رغم خطورة ذلك واستضافوا مجموعة من الناشطين من اجل تقديم وجهة النظر المضادة وأثار ذلك غضب الحكومة الارترية، وليس من المتوقع أن يسمح لصحفيين خاصة من فرنسا بزيارة البلاد قريبا. وأوصي بالعودة لمشاهدة الفيلم مرة أخرى لأنه فعلا يعكس طبيعة ما يجري في البلاد وبالتحديد الخوف الذي يمسك بتلابيب البلاد، ويمكنك مشاهدة الشباب وهم يهربون من الكاميرا خوفا من أن يجر ذلك عليهم ما لا تحمد عواقبه.

من خلال مشاركتكم في فعاليات عيدالاستقلال التي أحيته الحركة هل لكم رسالة تحملونها للشعب الأرتري في الداخل والخارج ؟

مشاركتي في احتفالات الحركة بأعياد الاستقلال شرف عظيم لي، وأشكر للجميع حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة وسعدت بأن أكون وسط هذه الكوكبة من الشباب الفاعل، واتمنى أن توظف الحركة جهود الاعضاء للوصول الى اهدافها الوطنية دون المرور بمطبات الجهوية والقبلية والطائفية وكل الصوارف عن الهدف. وبإمكان الحركة فرض نفسها ضمن مؤسسات المجتمع المدني بجدارة إذا وضعت خططا وبرامجا وعملت على تنفيذها بالروح والعزيمة التي شاهدتها.

بما أن الشباب هم الزخيرة الحية لعمليةالتغيير الديمقراطي وبناءالوطن، فهل لكم رسالة توجهونها اليهم ؟

كلمة اخيرة وهي رسالة للشباب والشعب هو أن الطغيان ساعة كالحة في مسار الشعوب وتنجلي وكل ليل بهيم ينجلي بنهار. إخواننا هزموا جانهوي، الذي كان يظن أن ما من قوة في الارض يمكن ان تقتلع جذوره ثم جاء منغستو مصاص الدماء، ورمى بقنينة الدم في ساحات اديس ابابا رمزا للثأر وأخيرا فر هاربا، كل من عايش ذلك المجد والتضحية يعلم أن فجر ارتريا قادم ولكن تظل الاسئلة الوجودية هي التي تشغل البال، كيف ومتى وبأي تكلفة، وماذا بعد. هذا النوع من الاسئلة يعيننا على تلمس موطئ اقدامنا من الزلل. والشباب هو حادي هذه المسيرة فعليه أن يعد نفسه لها. في اليوبيل الذهبي لاستقلال البلاد، وعكس ما وعد اسياس، فإنه لن يكون موجودا حتما، حتى أنا محدثك الذي امامك لا أظنني سأكون موجودا، ولكن أعلم بأن مجموعة كبيرة من الشباب الذي يتابع هذه المقابلة سيكون موجودا حينها، وعليه ان يرسم شكل الاحتفال الذي سيكون جزءا منه غدا.

تابعتم نشاط حركة الشباب الأرتري للتغيير في سويسرا فما هو تقيمكم لها ؟

حركة الشباب للتغيير تقوم بلعب دور مهم من خلال شريحة الشباب، أنا ظللت اتابع نشاطها منذ فترة، وكان اعجابي بعملها واحدا من الاسباب التي دعتني لتلبية دعوتها الكريمة والمشاركة في احتفالات اعياد الاستقلال المجيد. وهذه الحركة ينتظر منها الكثير، وكما ذكرت يمكن لها أن تكون لجنة تتعلق بشئون الاسرى والمفقودين وتبدأ في توثيق المعلومات عنهم بالتنسيق مع منظمة العفو الدولية والمنظمات الحقوقية، وهذا العمل انساني حقوقي كبير وتحقيقه سيمثل انجازا كبيرا.

في مبادرة لتقريب وتوحيد وجهات النظر بين المعارضة التي قام بها المنتدى الأرتري {مدرخ} شهدت الساحة الأرترية في الأونة الماضية حراك ولقاءات بين التنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني، فهل ترون أن هذه اللقاءات تأتي في وقتها المناسب لرسم خارطة الطريق التي توحد المعارضة وتزيل التحديات التي تعيق عمل المجلس الوطني الأرتري للدخول في مؤتمره الثاني ؟

حول مبادرة مدرخ للم شمل المعارضة، الحقيقة أنا اتفق مع أي جهد توحيدي جامع يجمع ولا يفرق ولكن بشرط أن لا يبد أ هذا الجهد من حيث بدأ الآخرون. أن تبدأ من الصفر كأن شيئا لم يكن يعنى إضاعة الوقت سدى. والملاحظ أن مبادرات لم الشمل بما فيها مبادرة مدرخ الأخيرة تبدأ بوضع الاساس من جديد وهذا غير منصف للمجهودات السابقة عليها.

في ختام اللقاء هل لكم من كلمة أخيرة ؟

في الاخير الشكر لحركة الشباب الارتري للتغيير قاعدة وقيادة على كرم الضيافة وحسن الاستقبال.

ودعواتي لكم بالتوفيق والسداد.

Top
X

Right Click

No Right Click