خمسة من مايو: يوم اتحاد الصحفيين

بقلم المناضل الأستاذ: علي محمد صالح شوم - دبلوماسى أرترى سابق، لندن

بسم الله الرحمن الرحيم

أود بهذه المناسبة أن أبرز دور اتحاد الصحفيين الإرتريين في مرحلة الكفاح المسلح.

القضية الارترية فى تونس عام 1982م
في شهر مايو من عام 1975 شاركنا أنا والإعلامي الأستاذ عمر عليم في الاجتماع الذي عقد في بيروت بلبنان - للأمانة العامة لاتحاد الصحفيين العرب. في ذلك الاجتماع تقدمنا إلى الأمانة العامة بمذكرة فحواها طلب إنضمام إرتريا للاتحاد كعضو مراقب فيه. إلا أن الأمانة العامة، وبعد إطلاعها على مذكرتنا طلبت منا تقديم قائمة بأسماء اللجنة التأسيسية واللائحة الداخلية للإتحاد، وما أن فعلنا ذلك يتم قبول إرتريا كعضو مراقب في إتحاد الصحفيين العرب.

هذه كانت مبادرة منا بشكل خاص، علما أن الاتحاد الذي نطالب بعضوية له لم يكن في حينها قد تؤسس. وكان ذلك إيمانا منا بأنه سوف يشكل ويعد مكسبا للقضية الإرترية. وبالفعل فإن مجرد حصول إرتريا على هذه العضوية أعطى القضية والثورة دفعة إعلامية ومعنوية قوية أتاحت لاتحادنا فيما بعد فرصة للمشاركة في المؤتمرات الدولية والإقليمية، والفعاليات الأخرى.

قام الاتحاد بدور بارز في تعزيز علاقة أتحادنا بإتحاد الصحفيين العرب، وفي ترتيب وتنظيم زيارات المجموعات الصحفية من العرب إلى الميدان لمشاهدة إنجازات الثورة الإرترية عن كثب، وقد أتاحت تلك الزيارات فرصا للصحفيين العرب للقاء قيادات الجبهة وكوادرها المتقدمة، والتعرف على الثورة الإرترية وواقعها عن قرب. وبعد عودة وفد الصحفيين العرب من زيارته إلى الميدان أصدر كتابا تضمن مشاهدات الوفد والأنجازات التي حققتها الثورة في مختلف الأصعدة.

منذ وقت مبكر اتخذت جبهة التحرير الإرترية خطوات عملية للإنضمام إلى المنظمات الدولية والإقليمية باعتبارها الوسيلة الوحيدة لتوسيع دائرة الأصدقاء وكسر الطوق الذي كان مفروضا على الثورة، حيث تمكنت من الحصول على عضوية اتحاد الطلاب العالمي (I.N.S) والاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، واتحاد الشباب الديموقراطي العالمي (WFDY) وعضوية مراقب في اتحاد العمال العالمي، وعضوية مراقب في المنظمات الإشتراكية الدولية، وفي منظمة العمل العربية، وعضوية الاتحاد النسائي العربي، واتحاد المعلمين العرب، والاتحاد العام للفلاحين العرب. وتمكنت الثورة الإرترية من خلال هذه المنابر الهامة في أن تجد لنفسها مناصرين على المستوى الدولي والإقليمي، متمكنا من كشف الوجه البشع للأنظمة الإثيوبية المتعاقبة على إرتريا وعزلها على المستويين الدولي والإقليمي.

في نهاية عام 1982 عقدت ندوة دولية في تونس بهدف التضامن مع نضالات الشعب الإرتري حيث قدمت دعوات إلى الصحفيين في مختلف بلدان العالم، بالإضافة إلى كبار الكتاب والشخصيات الوطنية الإرترية شملت المرحوم الشيخ إبراهيم سلطان علي والمرحوم الشيخ إدريس محمد آدم وبعض أصدقاء الثورة. واعتبرت هذه الندوة تظاهرة سياسية وإعلامية لدعم القضية وشكلت مكسبا كبيرا للشعب الإرتري. وقد عقدت الندوة تحت رعاية الكاتب الأول بالجمهورية التونسية: معالي رئيس الوزراء السيد محمد المزالي، الذي افتتح الندوة بحضور كبار المسؤولين بالدولة.

إن اختيار مكان عقد الندوة في تونس جاء تقديرا لمواقف تونس الجريئة والشجاعة التي أسفرت عن قطع علاقاتها بالنظام الكهنوتي للإمبراطور هيلي سيلاسي، احتجاجا على اسلوب القمع الذي كان يمارسه ضد الشعب الإرتري الأعزل. وقد استمرت القطيعة بين البلدين على حالها حتى أن جاء نظام منغستو هيلي ماريام سيء السيت. كانت تونس هي الدولة الوحيدة التي منحت ممثل جبهة التحرير الإرترية الصفة الدبلوماسية كاملة.

في هذا السياق أود أن أذكر المواقف النبيلة للمرحوم (الحجي يوسف الفليح) رئيس اللجنية التنفيذية للجنية الشعبية لجميع التبرعات بدولة الكويت بتقديم دعم مالي لندوة تونس، علما سبق وأن اشترى إذاعة متنقلة (ميدانية) ندعو له المغفرة والرحمة.

Top
X

Right Click

No Right Click