ما هو الهدف من وراء تشويه جبهة التحرير الإرترية

بقلم المناضل الدكتور: هبتي تسفاماريام - رئيس الهيئة التنفيذية لجبهة الإنقاذ الوطني الإرترية

يسرنا أن ننشر رسالة تاريخية مؤرخة بتاريخ 2015/3/1 موجهة إلى

مقاتلي جبهة التحرير الارترية

السيد/ أباي ولدو رئيس الجبهة الشعبية لتحرير تقراي (وياني تقراي) وحاكم إقليم تقراي آنذاك من الشهيد الدكتور هبتي تسفاماريام، رئيس الهيئة التنفيذية لجبهة الإنقاذ الوطني الإرترية آنذاك، وتم تسليمها رسميًّا للمسؤولين الإثيوبيين المعنيين في أديس أبابا.

ولم يتم نشر الرسالة في حينه لأننا كنا نعتقد بأن الطرفين يمكنهما الجلوس على مائدة الحوار لمناقشة العلاقات بين الثورة الإرترية ووياني تقراي، وإجراء تحري موضوعي بشأن ما أثاره حاكم إقليم تقراي من تشويه لتاريخ جبهة التحرير الإرترية، ومن ثم إظهار الحقيقة، وصولاً إلى الانتقال بالعلاقات بين الشعب الإرتري وعموم الشعوب الإثيوبية، وعلى وجه الخصوص شعب تقراي، من علاقات غير صحية إلى علاقات مبنية على الأخوة وحسن الجوار.

وقد طلبنا في حينه ردًّا مكتوبًا على رسالتنا المذكورة، إلا أننا لم نستلم أي رد حتى تاريخه. وبعد مرور خمسة أعوام كرر السيد/ سبحات نقا اتهامات باطلة بحق جبهة التحرير الإرترية وقام بتشويه تاريخها.

وبما أن تاريخ الجبهة جزء أصيل من تاريخ شعبنا الإرتري فلا يمكننا التزام الصمت على هذا الافتراء والتشويه المتعمد، بل أن الواجب يحتم علينا أن ندحض تلك الافتراءات استنادًا على الحقائق والوقائع التاريخية. وهنا يبرز سؤال مهم حول الأسباب التي تدفع هؤلاء لإثارة مثل هذه التهم الباطلة التي لا تسندها الأدلة والقرائن التاريخية... ألم يكن أجدر بهؤلاء أن يثيروا أمورًا تساعد على تعزيز العلاقة الأخوية بين الشعبين الجارين بدلًا من إثارة قضايا من شأنها الإساءة إلى تلك العلاقة.

وفيما يلي ترجمة الرسالة المذكورة أعلاه إلى اللغة العربية، ننشرها لإطلاع الرأي العام الإرتري والأجنبي.

إلى السيد/ أباي ولدو رئيس الجبهة الشعبية لتحرير تجراي وحاكم إقليم تجراي

تحية وإحتراما وبعد،

أولا يسعدنا أن ننقل إليكم تهانينا الحارة بمناسبة احتفال الشعب الإثيوبي بصفة عامة وشعب تجراي بصفة خاصة بذكرى ثورته وثمرة نضالاته التاريخية. مع تمنياتنا له بمزيد من النجاح والتقدم . ثم نود أن نتقدم إليكم بالرسالة التالية:-

السيد أباي ولدو،

في الكلمة التي ألقيتها في مدينة مقلي بمناسبة الذكري الأربعين لتأسيس الجبهة الشعبية لتحرير تجراي، وفي سياق تناولك للتاريخ، ذكرت أن جهات عديدة كانت تسعي للقضاء على الجبهة الشعبية لتحرير تجراي، ومن بين تلك الجهات ذكرت جبهة التحرير الارترية، وذلك بمساعدة جبهات رجعية كانت تسعى لتصفيتنا، كما جاء في كلمتك.

ثم قلت: أخيرًا انقلب عليها الأمر واندثرت هي نفسها. وكان هذا الحديث مفاجئًا ومرفوض من قبل شعبنا.

وانطلاقا مما سبق نود منك أن تتكرم بتوضيح هذا الأمر بالرد على الأسئلة التالية:-

1. ما هو الهدف المراد تحقيقه في هذا التوقيت من تناول الحرب التي دارت بين جبهة التحرير الارترية من جهة، وتحالف الجبهة الشعبية لتحرير إرتريا والجبهة الشعبية لتحرير تجراي من جهة أخري، ومحاولة تحميل مسؤولية تلك الحرب لجبهة التحرير الإرترية، بعد مرور 34 عاما علي هذا الحدث، ونقله عبر الوسائل الإعلامية الموجهة إلى الشعوب الأثيوبية وإلى كافة شعوب ودول العالم، بما فيه الشعب الإرتري، وأمام وفود وممثلي عدد من الدول؟!

2. كانت الجبهة الشعبية لتحرير تجراي تنفي لفترة طويلة مشاركتها في تلك الحرب، ولكنها اليوم تعترف بالمشاكة فيها. ليس هذا فحسب بل أشرتم في كلمتكم إلي أنكم من دفعتم الجبهة الشعبية لتحرير إرتريا إلى تلك الحرب ضد الجبهة. ومع اعترافكم هذا كنا نعتقد أننا قد اقتربنا من الوصول الي معرفة الحقائق. إلا أن كلمتكم التي اتسمت بالغرابة والبعد عن الموضوعية فاجأتنا بتوجيه تهم ضد الجبهة لا أساس لها من الصحة، والتي يمكن أن تؤثر على علاقة الشعبين، ويمكن أن تدفع باتجاه إثارة روح الكراهية، وتهدد أمن وسلامة الشعبين.

ويحدث هذا في غياب الجبهة، حيث ينطبق عليه القائل بأن "لا أحد يسبق من يتسابق وحده". كما يأتي هذا الإتهام أيضًا في وقت تتجه فيه كل هموم وأنظار الشعب الارتري إلى البحث عن مخارج من الحالة المأساوية التي يعيشها!! فهل ترى أنه اختير هذا التوقيت بسبب الاعتقاد بأن الشعب الارتري منشغل بالأوضاع السيئة المحيطة به، وبالتالي فلا أحد من شعبنا سيستنكر أو يرد على هذه التهم والافتراءات؟ ومهما يكن هذا الأمر فليعلم الجميع بأن الجبهة تنظيم وطني رائد أهدافها وإنجازاتها الوطنية تجري في عروق شعبنا، أو الجزء الأكبر منه، وسوف يدافع عنها مهما كانت الظروف التي يمر بها حاليًا. وعليه ندعوكم إلى إعادة النظر وتصحيح هذه النظرة المغلوطة.

3. السيد أباي، لا نعتقد بأنك تجهل ماتعرضت له جبهة التحرير الإرترية من حرب وتصفية وتأثير ذلك السلبي علي الشعب الارتري، وإلي أي مدي تسببت في معاناته. ولا نجد أي تفسير لحديثك اليوم، الذي ينكأ تلك الجراح بعد مرور هذه المدة الطويلة ؟!!! أم تراك تريد تذكير للشعب الارتري حتى لا ينسي جراحاته التي ساهمتم فيها سواء قبل الإستقلال أو بعده ؟!!!

4. وما يزيد من استغرابنا هو أنك تعلم أكثر من غيرك الحالة السيئة التي يعيشها الشعب الارتري، ولم نكن نتوقع أن يأتي مثل هذا الحديث من جانبك. بل كنا ننتظر أن نسمع منك اعتذارًا عما قام به تنظيمك ضد جبهة التحرير الإرترية، ويصدر منك موقفًا داعمًا لنضالات الشعب الارتري للتخلص من النظام الإستبدادي، وإقامة نظام ديموقراطي بديل! كنا ننتظر منكم أن تقدموا الإعتذار للشعب الإرتري عن تحالفكم الذي مكن أسياس الوصول إلى سدة الحكم، وهو، أي شعبنا، يقاسي بسبب هذا الحكم الجائر الذي احتكر السلطة وكل إمكانيات البلاد، وقام بارتكاب جرائم مختلفة في حقه! ومن المؤكد أن مثل هذا الموقف والاعتذار كان سيحظي بالتقدير والاستحسان من جانب الشعب الارتري.

5. وهناك سؤال آخر نود منك الإجابة عليه، وهو هل هذا الرأي هو رأي رسمي ناتج من تقييم قيادة وياني تقراي، أم هو رأيك الشخص ؟

أ‌) إذا كان هذا رأيك الشخصي ندعوك للإعتذار للشعب الارتري، وباعتبارك أحد المناضلين ومن قيادات تنظيم مناضل هو الجبهة الشعبية لتحرير تجراي ندعوك أن تراجع موقفك، وتحترم مشاعر الشعب الإرتري.

ب‌) أما إذا كان هذا الرأي يمثل تنظيمكم فنطالبكم بتسليمنا محتوي التقييم كتابيا حول طبيعة العلاقة التي كانت قائمة بين تنظيمكم وتنظيم جبهة التحرير الارترية! وفي هذه الحالة يسعدنا أن نبلغك أننا على استعداد لتزويدكم بتقييم كامل حول هذه العلاقة كتابيًّا. وفضلًا عن ذلك فإننا نرى أن تدخل القوي السياسية من الجانبين في حوار عميق للتوصل إلى تقييم موضوعي للمراحل التاريخية السابقة من جهة، ولإرساء أسس متينة تبنى عليها العلاقة الأخوية بين الشعبين من جهة أخرى. وهذه دون شك مسؤولية تاريخية تتحملها القوى السياسية في الجانبين.

وفي الختام نود أن نؤكد على الحقائق التالية:

إن موقفنا المبدئي في جبهة الانقاذ الوطني الارترية يتسند على نظرة استراتيجية للعلاقة التي تربط شعبنا مع الشعب الاثيوبي عامة وشعب تجراي بصفة خاصة. ومن أجل تطويرهذه العلاقة نرى من المهم أن نركز على تطلعات شعوبنا في الحاضر والمستقبل دون أن نظل أسرى للماضي. أما عندما نرى بأن تاريخنا يتعرض الى تشويه وتحريف فسيكون لزاما علينا الدفاع عنه. دون أن نغض النظر عن أخطائنا ونواقصنا، مبدين كامل الاستعداد للوقوف عليها بشجاعة وتقييمها بوضوح وشفافية، وتزويد شعبنا وأصدقائنا بنتائج هذا التقييم.

مع أطيب التمنيات القلبية

توقيع

 

 

 

 

للتواصل مع الكاتب: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

Top
X

Right Click

No Right Click