إبداع المقدرة الإرترية

إعداد: مكتب الاعلام حزب النهضة الارتري

لقد مرت تجربة المجلس الوطني الارترية بمخاض عسير تجلت اثناءه حقائق ومواقف بعض الارتريين ممن يقارعون النظام

الموتمر الثاني للمجلس الوطني الإرتري للتغيير الديمقراطي

وعلى حد زعمهم يحملون فكرا ومبادئ تنطلق من عمق المشكلة الارترية بغية ابتداع الحلول ووضع البدائل لما يقوم عليه نظام الاستبداد في بلادنا، وعاش الكثيرين في انغلاق وانسداد الافق في ابتداع الحلول والعجز الذي تولد نتيجة الركون للأقدار والتماهي مع ما يتمخض عن الاحداث والارتهان لمقدرة الاخرين الذين كان الجميع يحاول ان يتغلغل في اعماقهم لفهم وادراك ما يرمون اليه وما يريدون الوصول إليه وقد كان الغموض المحير ما يميز موقفهم، وفي اللحظات المظلمة والتي بدأت تتلاش فيها الآمال وتختلط فيها المواقف كان لدى البعض قناعة ان مشكلتنا تكمن في ذواتنا بحيث اننا لا نمتلك تقييما مبنيا على الحقائق الملموسة والسياق التاريخي للمشكلة الارترية وتحديات المرحلة ومن ثم التعامل مع المعطيات بالتجرد والصدق مع الذات وتقديم من لهم الكفاءة في قيادة دفة النضال والعمل المشترك، انطلاقا من فهم صحيح لحقيقة الوضع والمرحلة التي تأتي في مقدمة متطلباتها اسقاط النظام وقيادة الجماهير نحو هذا الهدف، وليس التهافت والتكالب على من يقود فنحن في مرحلة نضالية تتطلب التضحية والتجرد فى مقابل تحقيق الغايات الوطنية العليا تتمثل في وطن يسع الجميع ومواطن مصون الكرامة والحقوق في تناغم وتصالح يجسد أبناء الوطن الإرادة الوطنية الارترية التي تحفر في الصخر وتنسج خيوط المستقبل المشرق الذي يشع نورا يضيء الدرب للأجيال المقبلة، وهنا تكمن أهمية المجلس الوطني كجبهة وطنية عريضة غني بالتعدد السياسي والتنوع الارتري الثري إضافة إلى التوافق السياسي الأوسع والأشمل.

ان نجاح المؤتمر الوطني الإرتري الثاني يمثل تحولا جذريا في مسيرة المقاومة الارترية لأن الوصول الى عقد المؤتمر في حد ذاته كان يمثل تحديا كبيرا أمام الإرادة الارترية، كما يعد معلما بارزا بان العقل المعارض قد وصل الى النضج السياسي الذي يجعله في تصالح مع الذات وتناغم مع الظروف والمستجدات ويعرف بان ليس هناك مستحيل اذا وجهت الارادة الارترية لاختبار صعب، فالتحدي والتصدي والصمود صفة ملازمة للمقدرة الارترية فقد تجلت هذه الصفات في حقب ومراحل مختلفة من نضالنا الوطني وها هو التاريخ يعيد نفسه ليجعل الشعب الارتري وجها لوجه امام مستقبله المشرق حيث هب وبقوة صارخا بصوت مجلجل في كل بقاع العالم مظهرا التلاحم الوطني متحررا من كل القيود والحواجز التي كبلت العقل الارتري لردح من الزمان حيث كانت أسيرة لسياسات نظام اسياس الذي زرع الفتن بين الارتريين بإحياء النعرات القبلية والطائفة الدينية والتعصب للمنطقة فجاء صوت كفاية يرعب النظام وجعله يبحث عن ذرائع أخرى لصرف شعبنا عن هبته المتصاعدة التي يخشاها النظام بدعوى ان نظام ويأني يعد لشن حرب على البلاد ذات الاسطوانة القديمة يعيدها اليوم لكي يصرف الناس عن مجابهته ومطالبته بالتنحي والسقوط بحجة ان يجتمع الجميع لحماية الوطن، فالشعب الارتري اليوم قادر على حماية مصالحه والدفاع عن سيادته ومن خلال نجاح المؤتمر الثاني يعد الشعب الارتري تجاوز الامتحان الصعب فتأكد ان الارادة الارترية تظل حية لم تمت ولم تضعف ولا تفريط في السيادة والاستقلال وصون عهد الشهداء أمانة على عنق كل إرتري.

ان نجاح المؤتمر الوطني جسد حقا الحالة الراهنة لقضية شعبنا وسعيه نحو التغيير الشامل في ارتريا وعكس صورة جديدة لقيادات العمل السياسي المعارض فالأنانية والتنافس الغير مجدية نحو تولي القيادة والمحاصصة توارت لتاتي تقديم اصحاب المقدرة والكفاءة وباختيار ديمقراطي، وحتى الذين لم يتمكنوا من الحضور للمؤتمر لكونه عقد في دولة أوربية قد أكدوا عبر رسائلهم على هذه الحقائق ومتنادين بأن يكون الهم هو تخليص شعبنا ووطننا مما يكاد حوله من مؤامرات بأشكالها المتلونة وان تظهر في الساحة قيادة قادرة على التصدي واسماع صوت الارتريين الحر للعالم.

ان نجاح المؤتمر كان نتاج للتحدي المصيري فالمصير المشترك واحد وان ازالة النظام واقتلاعه من جذوره هو الهدف الرئيسي وهو مطلب الشعب بالأمس واليوم وأصبح ضرورة سيما وان سيادتنا الوطنية واستقلالنا الوطني على مهب الريح فبالتجرد والاعتماد على الذات تمكن اصحاب الارادة الحقيقية من عقد المؤتمر وكتابة تاريخ جديد للمجلس الوطني الارتري للتغيير الديمقراطي ليعبر تعبيرا صادقا بمشروعه السياسي عن كافة الارتريين، والإذن ببدء صفحة جديدة كتجربة تضاف الى التجربة الارترية لكون هذا النموذج من العمل المشترك جديد وحديث في الساحة السياسية الارترية.

وعقد المؤتمر في حد ذاته هو معيار نجاح الارادة والذى لا يكتمل إلا بانزال البرامج وقرارات المؤتمر قيد العمل والتنفيذ وهذا يقع مسئوليته على كاهل كل الحادبين على مصلحة الوطن، والمجلس بحكم التمثيل الأكثر تتوفر فيه المقدرة ليلعب دورا كبيرا في توجيه بوصلة العمل المعارض المتنوع الذي ظهرا مؤخرا بأشكال وتأطيرات مختلفة وكلها قامت في حالة وجود فراغ خاصة بعد الازمة التي تمخضت كنتاج لعملية السلام التي تمت بين ارتريا وإثيوبيا والتي اكتنفتها الكثير من الغموض مما خلق إحساسا متناميا بين كافة أبناء الشعب بالخوف على مصير الوطن فالإرتريين وخاصة المنتمين للتنظيمات السياسية المكون الرئيسي في المجلس بحكم التجربة والامكانية يجب ان يلعبوا دورا حاسما في المرحلة المقبلة من اجل التسريع في انجاز مشروع التغيير في ارتريا.

Top
X

Right Click

No Right Click