الاعتقالات والتصفية في عهد الاستعمار الإثيوبي

بقلم المناضل الأستاذ: إبراهيم قبيل - الامين العام لجبهة الثوابت الوطنية الارترية

كيف تم اعتقال السيد عثمان رمضان عثماني وتصفيته: السيد عثمان هو من الساده الحسنية الاشراف

في مصوع والتي تسكن عائلته في حرقيقو وهو من اسرة كبيرة ومعروفة في المنطقة.

وهو من اعيان البلد (شماكلي) وكان يعمل في اعمال خاصة به. وله دكان وطواحين في حرقيقو وزلا وله ماكينة تجميع وتربيط الاعلاف على شكل بالة تسمى لبشة للمواشي. وايضا صاحب ملاحة ملح (سلينا) في حرقيقو.

وكان السيد عثمان صاحب علاقات كبيرة وواسعة في المنطقة وهو صاحب واجب وكان يحضر المناسبات الاجتماعية ومناسبات الدولة في الاحتفالات الخاصة بالدولة مثل البلدية والمحافظة وغيرها.

وفي عهد الانتداب البريطاني. وعندما سمحوا لاول مرة في تكوين الاحزاب فقد قام السيد عثمان ورفاقه بكوين وتأسيس الحزب الوطني بمصوع من ضمن الاحزاب التي تكونت في ذلك الوقت. وكان من المنادين والمطالبين باستقلال اريتريا.

وعندما زارت لجنة تقصي الحقائق اللجنة الرباعية والخماسية في حرقيقو كان السيد عثمان من الحضور والمشاركين في الاستقبال وله صور.

وبعد ضم اريتريا الى اثيوبيا والغاء الحكم الفيدرالي.بعدها انطلقت الثورة الاريترية مطالبة بتحرير اريتريا. بعدها بدأت اثيوبيا بالانتقام وتصفية كل المعارضين لضم اريتريا لاثيوبيا.

وفي عام 1971 وقبل اعتقال السيد عثمان انتقلت اسرته للسكن في داخل مصوع واستقر بها. وكان السيد عثمان يذهب كل يوم من مصوع الى حرقيقو لمتابعة أعماله. وعند وصول الباص الى حرقيقو وعند مركز الشرطة تم ايقاف الباص ونزول الركاب للتفتيش. وبعد الانتهاء من التفتيش صعد الركاب الى الباص.

وبعدها تم انزال السيد عثمان من الباص بمفرده وذهب به للمركز ثم اجلس تحت الشجرة التي في المركز. وعند وصول الباص الى داخل المدينة عرف الناس ان السيد عثمان تم انزاله في المركز وبدأ القلق في المدينة وفي نفس الوقت كان المدينة في حالة طوارئ.

وكان اخر باص من حرقيقو الى مصوع كان عند الساعة الرابعة عصرا تقريبا. وكان حتى اخر باص تم مشاهدة السيد عثمان في نفس مكانه جالسا عند المركز علما بانه يوجد سجن تحت الارض. وكان بالسجن اعداد كبيرة من السجناء الاريتريين. ولم يتم انزال السيد عثمان مع السجناء ولكن تم اخذه قبل الفجر الى مكان غير معروف حيث تم تصفيته.

وفي اليوم الثاني من اعتقاله بدأ اخوه السيد هاشم يتحرك ويسأل عن طريق المعارف والاصدقاء ليعرف مكان اخيه. وبعدها ذهبت الاسرة الى اسمرا للبحث عنه في سجون اسمرا وماحولها لمعرفة ان السيد عثمان حيا ام ميتا. وايضا تم الاتصال باديس ابابا للبحث عنه.

وعندما كانوا يبحثون في سجون اسمرا وما حولها كان هنالك تشابه في الاسماء مع ابن اخته المحكوم عليه بالسجن لمدة خمسة عشر عاما ويدعى السيد عثمان رمضان حسين والذي تم الافراج عنه عام 1975 بواسطة الجبهة وتم اخراجهم من السجن. وفي ذلك الوقت كانت اثيوبيا تنتقم من الاريترين المسلمين.

وعندما كان اخوه السيد احمد رمضان حسين يعمل في اوسا بلد السلطان تم قتله هو ومجموعة من الاريترين.

وعندما يأست اسرة السيد عثمان في البحث عنه في الجون ولم يصلوا لاي نتيجة بعدها تمت عدة محاولات ومنها اعطاء خطاب للامبراطور هيلاسلاسي وذلك عند حضوره لاسمرا.

وبدأت اسرة السيد تترقب موكب الامبراطور لتسليمه خطاب. وبعد عدة محاولات تمكنت زوجته من تسليمه الخطاب.

وبعدها تم اعطاءهم ميعاد لمقابلة الامبراطور في مكتبه. وتمت مقابلة الامبرطور من قبل الاسرة وتم شرح لهم. وبعدها تم تحويل الاسرة الي رئاسة اسمرا من قبل الامبراطور.

واستمرت عملية البحث لمدة سنة وتحويلهم من مكان الى مكان ومن مكتب الى مكتب ولم يعطوهم اي خبر او اي نتيجة حتى خرجت الاسرة وتركت البلد سنة 1976.

وكان يتوسط في تشغيل الناس في الميناء وبعض الاماكن لمساعدة الناس. وكان اعتقاله وانزاله من الباص الساعة 10 صباحا يوم 13 رمضان في عام 1971م.

ننتقل لاخيه السيد هاشم رمضان ابن السيد عثماني وله اعمال خاصة به وصاحب محل كبير في منطقة حرقيقو وله عدة محلات اخرى. وايضا له محل كبير في عداقه.

ولقد تعرض لعدة محاولات لاعتقاله. وبعد فترة تم اعتقاله وجلس في السجن فترة ثم افرج عنه. وعندما هاجم الجيش الاثيوبي حرقيقو سنة 1970م تقريبا تم جمع كل اهل المنطقة من الصباح حتى الظهر بجوار المركز في الشمس الحارقة ولحسن الحظ لم يكن السيد هاشم متواجدا بل كان في مصوع. وتم اغلاق المحل الخاص به في حرقيقو.

وبعد ان افرج عن الاهالي ذهب السيد عثمان الى مصوع والتقى مع اخيه وتباحثوا الموضوع مع بعضهم. وبعد فترة تم فتح المحل.

والسيد هاشم كان له ايضا اراضي زراعية ومواشي وصاحب عمل خير. والسيد عثمان والسيد هاشم هم من المؤسسين للطريقة الختمية في حرقيقو. وبعد مضايقات ترك السيد هاشم البلد في اواخر عام 1975م وسافر الي جدة ومنها ذهب الى القاهرة للعلاج وتوفى بالقاهرة عام 1976م والله يغفر لهم جميعا ويرحمهم.

وهكذا كانت تتم عمليات الاعتقال والتنكيل والقتل بواسطة المستعمر الاثيوبي للاريتريين.

Top
X

Right Click

No Right Click