لقاء مع المناضل الدكتور كرار حامد إدريس عواتي عضو المجلس المركزي ونائب مسؤول مكتب العلاقات الخارجية

حاوره الأستاذ: علي عافه إدريس - كاتب ومحلل سياسي ارتري  المصدر: جبهة التحرير الإرترية - أدال

الدكتور كرار هو الابن الوحيد بالإضافة لابنتين للقائد الشهيد حامد إدريس عواتي مفجر الثورة الإرترية،

درس الطب في سوريا و واصل دراسته حتى نال درجة التخصص في أمراض الأذن والأنف والحنجرة وجراحتها، له من الذرية ابن واحد وثلاثة من البنات.

ورث الاشتغال بالهم العام من أبيه رحمة الله عليه، فنشط في الاتحاد العام لطلبة ارتريا وأدى الخدمة الوطنية في صفوف الجبهة، يؤدي واجباته الوطنية بتفانٍ منقطع النظير ويرفض أن يعامل معاملة خاصة لمجرد أنه ابن عواتي، زاهد في المواقع القيادية، لهذا تجده خلف الصفوف يدفع الآخرين ليقودوا الجموع، لا يعرف العامة الجهود التي يبذلها في سبيل خدمة المشروع الوطني لجبهة التحرير الإرترية لتحقيق أماني الشعب الارتري في الحرية والديمقراطية والعدالة والعيش الكريم لهذا كان هذا اللقاء لتسليط بعض الضوء عليه.

إلى مضابط الحوار:

أدال: لا نود أن يقتصر الحوار على الجانب الأسري وفي نفس الوقت تدفعنا رغبة عارمة لتسليط الضوء على الأسرة، فالشهيد القائد الرمز حامد إدريس عواتي بالتأكيد غني عن التعريف، لكن عندما تذكر أسرة عواتي السؤال الذي يتبادر للذهن هو هل للقائد عواتي إخوة وأخوات؟

في البداية أسمح لي أن أشكر موقع جبهة التحرير الإرترية (أدال) على تكريمي بهذا اللقاء، بصفتي نجل القائد الرمز الشهيد حامد إدريس عواتي، وأود التنويه على أنه أول موقع إلكتروني للجبهة يلتقي بي بصفتي هذه، ويسعدني أن أسلط الضوء على بعض الجوانب والحقائق في حياة الشهيد حامد إدريس عواتي، وأن أبدي الرأي وأجيب إلى ما يود الموقع تعريف القارئ به.

فكما كان جبل أدال موقع انطلاقة الشرارة الأولى، أتمنى أن يكون موقع أدال الإلكتروني موقعاً لانطلاق الإعلام الوطني الإرتري ويعكس نضال جبهة التحرير الإرترية بكل شفافية وحرية الرأي.

بالنسبة للسؤال للشهيد حامد إدريس عواتي إخوة وأخوات أشقاء وكذلك لديه أخوة وأخوات غير أشقاء فكان لجدي إدريس عواتي ثلاثة زوجات من قبائل ومناطق مختلفة و يمكن ذكرهن و ذرياتهن كالآتي:-

حواء شبول أنجب منها: حامد (الوالد) ـ عبدالله ـ عائشة ـ فاطمة.

خديجة آدم أنجب منها: محمد إبراهيم ـ إسماعيل (شنشور) - حسنية.

طيبة أنجب منها: عواتي - إبراهيم ـ محمد.

وللشهيد حامد عواتي عم واحد هو كرار عواتي وعمة واحدة هي سعدية عواتي.

ذرية كرار عواتي هم: حسن (والد الشهيد إدريس) ـ عواتي ـ كلثوم.

وذرية سعدية عواتي هما: الشهيد الأول للثورة عبده محمد فايد ـ الشهيد عواتي محمد فايد.

قدمت أسرة عواتي للوطن الكثير من الشهداء بداية بالقائد الرمز حامد عواتي فهل تذكر لنا بعض شهداء الوطن من الأسرة؟

صدقني هذا اختبار صعب فالأسرة كبيرة وأنا يمكن أن أفشل في حصر أبناء عمومتي المباشرين، فخروجي مبكرا للدراسة في العراق ثم سوريا وبقائي في سوريا جعل أمر متابعتي للأسرة أمرا عسيرا فبعض أقربائي أعرف أنهم انضموا لصفوف الثورة وهم الآن متوفين لكن لا أعرف إن كانوا قد استشهدوا أم أنهم توفوا وفاة طبيعية لهذا سأذكر الذين أنا متأكد من استشهادهم.

الشهيد الرضيع كرار عبدالله إدريس عواتي، استشهد في سجن تسني.

الشهيد عبده محمد فايد أحد رفاق القائد عند إطلاق الشرارة الأولى، وهو كذلك الشهيد الأول للثورة، وهو ابن عمة القائد عواتي، استشهد في معركة أومال في منطقة ساوا في نهاية سبتمبر 1961.

الشهيد عواتي محمد فايد أحد رفاق القائد عند إطلاق الشرارة الأولى، وهو شقيق الشهيد الأول عبده، استشهد في ثمانينيات القرن الماضي.

الشهيد إدريس حسن كرار عواتي وهو إبن عم الوالد، واستشهد في معارك أم حجر في سبعينيات القرن الماضي.

الشهيد عبدالله إدريس عواتي، وهو الشقيق الأصغر للقائد عواتي، أصيب في معركة تحرير مدينة تسني عام 1977م في عموده الفقري وأصيب بالشلل، ثم قضى من جراء الإصابة.

الشهيد إبراهيم إدريس عواتي، وهو أخ غير شقيق للشهيد عواتي، استشهد عام 1972 على ضفاف نهر سيتيت شرق مدينة أم حجر نتيجة لوشاية بعد عودته من اجتماع.

وهنا يتوجب عليّ ذكر أسما شهداء هم من أهل الشهيد عواتي ورفاقه حتى منذ ما قبل انطلاقة شرارة جبهة التحرير الإرترية وهم.

الشهداء: سليمان حجاج إبراهيم (كبوب حجاج) ـ عثمان على حنفلة، عثمان شكور ـ محمد حسب ـ حسين عثمان ـ بابكر إسماعيل مالك، حاج آدم شيكاي ـ شيكاي إبراهيم بحر، علي إسماعيل زايد.

أسرة القائد عواتي تضررت كثيراً من قيادته الكفاح المسلح لجبهة التحرير الإرترية. نرجو أن تعطينا صورة عن حجم الضرر الذي لحق بالأسرة؟

الضرر الذي وقع علينا كأسرة هو ضرر ذو شقين، شق معنوي وجسدي، وآخر مادي.

الضرر الجسدي والمعنوي تمثل في: الزج بنا في سجن مدينة تسني نحن أسرة الشهيد عواتي، والمكونة من:

والدتي عائشة عثمان إدريس علي، وكانت في حينها حبلى بشقيقتي الصغرى مريم ـ شقيقتي الكبرى آمنة ـ الفقير لله محدثك.

وكذلك سيق معنا للسجن من الأهل كلاً من:

عبدالله إدريس عواتي، وهو الشقيق الأصغر للوالد ـ حسن كرار عواتي، وهو ابن عم الوالد ـ كلثوم كرار عواتي، وهي ابنة عم الوالد و كانت مرضع واستشهد رضيعها كرار عبدالله إدريس عواتي في سجن تسني، وبذلك يكون أول شهداء أسرة عواتي ـ سعدية عواتي، وهي عمة الوالد وأم الشهيد الأول عبده محمد فايد ـ حليمة شنشور فايد زوجة الشهيد الأول عبده محمد فايد.

كانت مدة اعتقالنا أربعة أشهر، قضينا منها شهرين معا في سجن تسني ثم تم تقسيمنا لمجموعتين، مجموعة ضمنها الشيخ كبرو عمدة اللبت على أن لا نغادر تسني، لهذا استضافنا الشيخ كبرو في منزله، وكنا أنا و والدتي وشقيقتي وعمتي كلثوم، أما البقية فقد سيقوا إلى سجن أسمرا ثم تم إطلاق سراحهم تباعاً، وكان آخر من أطلق سراحه هو عمي الشهيد عبد الله إدريس عواتي.

أما الضرر المادي فتمثل بمصادرة الثروة الحيوانية للشهيد حامد إدريس عواتي قاطبة، وكل ممتلكاته الشخصية من وثائق وغيرها، ولم يبقوا على شيء، وكانت ثروة الشهيد تقدر في حينها ب30 رأس من الإبل، و 100 رأس من البقر، و 200 رأس من الضأن، و 300 رأس من الماعز.

وهنا لابد لي من الوقوف عند موقفين وطنيين تاريخيين:

الأول مسجل باسم الشيخ الشهم الشجاع كبرو عمدة قبيلة أهلي اللبت.

والثاني مسجل باسم أبناء الشعب الإرتري في غرب إرتريا.

فالموقف الوطني للشيخ الجليل الشهم كبرو تمثل في أنه لم يرضَ على نفسه أن يشاهد أسرة وأهل القائد حامد عواتي يودعون السجن، وهو يقف ساكناً مكتوف اليدين، فما كان منه إلا أن بادر وبكل شجاعة وشهامة ومروءة فعرض على قوات الاحتلال أن يتعهد بضمان زوجة حامد عواتي الحامل وطفليها وأهله وأن يستضيفهم في منزله في مدينة تسني بدلاً من إيداعهم في السجن حتى يبت بأمرهم وفي البداية رفضوا له ثم وافقوا بعد انقضاء شهرين على وجودنا في السجن، على أن يقوم فقط بضمانة أسرته المباشرة وأخته، لهذا استضافنا مدة شهرين في بيته بتسني، وبعد إطلاق سراحنا عدنا جميعاً إلى قريتنا في غرست، ولكن بعد أن تركنا خلفنا الرضيع الشهيد كرار عبد الله إدريس عواتي.

أما الموقف الثاني فتمثل في موقف تلقائي من أبناء غرب إرتريا، وكان موقفاً عبروا فيه عن رفضهم للفعل الإجرامي الذي قامت به قوات الاحتلال الإثيوبي تجاه أسرة الشهيد عواتي و أهله وثروته الحيوانية، فاتخذوا جميعاً موقف عدم شراء أي رأس من الثروة الحيوانية للشهيد والتي كانت تنقل من حظيرة إلى أخرى في المدن الإرترية الواحدة تلو الأخرى وهي آخذة بالنقصان من جراء الإهمال حتى وصل ما تبقى منها وبعد عدة أشهر إلى العاصمة أسمرا.

مرت جبهة التحرير الإرترية بالكثير من المحطات بعضها كان مفرحاً والآخر مؤلماً جداً.. بالنسبة لك أي المحطات كنت فيها أكثر فرحاً وأيها كانت أكثر إيلاماً لك؟

المحطة الأكثر فرحاً لي كانت عند عودتي إلى إرتريا لأداء الخدمة الوطنية عام 1977م في ظل انتصارات جيش التحرير الأرتري المبهرة وتحريره للمدن، وذلك بعد أن كنت قد غادرتها طفلاً لاجئاً عام 1967م.

أما المحطة الأكثر إيلاماً، كانت عند رؤيتي لشاحنات الجيش السوداني وهي محملة بسلاح جيش التحرير الإرتري ناقلةً إياه إلى مخازن الجيش السوداني في كسلا، يومها لا أدري كم قضيت من الوقت وأنا أراقب وأحصي عدد تلك الشاحنات التي كانت تمر أمامي وأنا يعتصرني الألم وكنت أتساءل مفجوعاً ما الذي حدث؟

كنت من الطلاب المبرزين سواء في دراستك أو في نشاطاتك النضالية في إطار الاتحاد العام لطلاب إرتريا ثم في جبهة التحرير الإرترية التي أنت حالياً عضو مجلسها المركزي ونائب مسؤول مكتب العلاقات الخارجية.. متى وأين أديت الخدمة الوطنية عندما كنت طالباً؟

كان أدائي للخدمة الوطنية في العام الدراسي (1977-1978) ضمن أول دفعة من عضوية الاتحاد العام لطلبة إرتريا قادمين من فروع، سوريا، العراق، السودان، تنفيذاً لقرار المؤتمر الرابع للاتحاد الذي عقد عام 1977م في مدينة أغردات المحررة والذي قرر وجوب تأدية كل عضو في الاتحاد الخدمة الوطنية بالتدريس لمدة عام دراسي في قرى ومدن الوطن المحررة.

وبرفقة أخي ورفيقي المناضل محمد صالح أبوبكر (أبو أحمد) عضو المكتب التنفيذي الحالي، أدينا خدمتنا الوطنية في مدينة قونيا غرب مدينة بارنتو، وطيلة فترة خدمتنا في المدينة كنا في ضيافة الشيخ الجليل حاج الأمين دويدا رحمه الله وكان من أعيان المدينة، وكان برفقتنا دوماً ومعيننا في التدريس حفيده إدريساي محمد عثمان، وكان معنا كذلك في تلك المنطقة الأخ عمر إدريس رحمه الله من أعضاء فرع سوريا حيث كان يدرس في منطقة مُقراييب شمال مدينة قونيا.

ومن الذكريات التي تحضرني عن تلك الفترة الجميلة في حياتي،أنه في تلك الفترة (1978) اندلعت المعركة الثانية لتحرير مدينة بارنتو، فزرنا الخطوط الخلفية لمعركة بارنتو في شرق المدينة وغربها، ولقرب مدينة قونيا من بارنتو كنا نقوم بالتدريس ليلاً وعلى إضاءة ضعيفة وذلك خشيةً على الأطفال من قصف الطيران نهاراً، وعندما شق أمر تدريس الأطفال ليلاً نقلنا صفنا التدريسي إلى أسفل الجسر الواقع في مدخل المدينة باتجاه مدينة هيكوتا وكنا نتناوب أنا وأخي أبو أحمد في تدريس الأطفال، وكان إصرارنا على مواصلة تدريسهم هناك محط إعجاب وتقدير من قبل كل من شاهدنا من المارين على ذاك الجسر.

وفي أحد الأيام تعرضت المدينة للقصف وعلى دفعتين وبفاصل دقائق، في الضربة الأولى ألقت الطائرة قنبلتين كبيرتين مستهدفةً منزلاً كان يصدر من مطبخه الدخان، وبلطف المولى سقطتا في أرض ترابية وأحدثتا حفرتين بعمق متر ونصف وقطر ثالثة أمتار، وتناثرت منهما شظايا حارقة وهي عبارة عن اسطوانات مليئة بمادة كبريتية صفراء لا تنطفئ بسهولة.

ومن الطرائف التي تحضرني أنه بعد الضربة الأولى خرجنا مهرولين ومطبقين بعض الحركات التكتيكية التي تدربنا عليها على عجل في معسكر ربدة عند قدومنا للميدان وكنا قد تلقينا بالإضافة للتدريبات العسكرية الخفيفة دورة تدريبية بإشراف الأستاذ الشهيد محمود محمد صالح في كيفية وأساليب التدريس، تلك الحركات التكتيكية التي كانت محل تندر كل المقاتلين الذين شاهدونا.

وفي الضربة الثانية أصابت المنزل، حيث أصيبت ربة البيت ورضيعها بجروح بليغة، وتم إجراء الإسعافات الأولية لهما في صفنا الدراسي تحت الجسر ثم نقلا إلى عيادات الجبهة في مُقراييب.

وفي ذات الصباح كان قد حضر إلى المدينة طالبان من أعضاء الاتحاد فرع كسلا، وهما الأخ والصديق عبد الرحمن حسن آدم، والأخ خليفة حماد، إذ قدما من أجل التدريس في قرية موشيتت الواقعة على ضفاف نهر القاش جنوب مدينة قونيا، وكان استقبالهما بتلك الضربة الجوية.

أما قصة المعركة التي خاضها أخي محمد صالح برفقة وحدة أمن المدينة ومليشيا المنطقة ضد جنديين إثيوبيين هاربين من مدينة بارنتو، وقد نجا أبو أحمد من الاستشهاد فيها بلطف وحماية المولى عز وجل، عندما لم تصبه الرصاصات التي أطلقها عليه أحد الجنديين.

أما أنا والشهيد محمد إدريس الذي استشهد لاحقاً في معركة الدفاع عن المدينة عند استعادة الجيش الأثيوبي للمدن، وكان واحداً من أعضاء اتحاد الشباب في المدينة، فكنا شاهدي عيان على المعركة من على سفح أحد الجبال، إذ وصلنا بسلاحينا لأرض المعركة متأخرين، وكان لتصرفنا بعدم الدخول لأرض المعركة تقييمان، الأول كان من قبلنا أنا ورفيقي إذ انتابنا شعور بالتقصير بعدم مشاركة رفاقنا في المعركة،أما الثاني فكان من رفاقنا الذين رأوا تصرفاً حكيماً فمن الحكمة العسكرية أن لا تدخل أرض معركة لا تعرف فيها توزع المتقاتلين، وكانت مشاركتنا في تلك المعركة محل انتقاد لنا من قبل المناضل صالح أبوبكر أطال الله في عمره والد المناضل أبو أحمد، إذ قال لنا ليس من أجل خوض المعارك كان قدومكم للوطن فأدوا واجبكم في التدريس ودعوا شأن القتال للمقاتلين المدربين عليه.

تلك كانت بضع من تجربة الخدمة الوطنية وبعض أحداثها.

قبل صدور بيان المفاصلة عقدتم اجتماعا حضره أحد عشر عضواً من أعضاء المجلس المركزي بالتواجد الشخصي وستة أعضاء عبر وسائل الاتصال الحديثة،لأهمية ذاك الاجتماع نرجو أن تحدثنا عن ما جرى فيه؟

تم في هذا الاجتماع مناقشة عدة مسائل حيوية منها التأكيد على صحة وأهمية المفاصلة كخطوة تصحيحية لمسار الجبهة، وأن خيار المفاصلة هو خيار سياسي بما تحمل الكلمة من معاني ودون تأويله أية تأويلات تنظيمية، ثم ناقشنا جدولة ومرحلة عملنا التنظيمي مستقبلاً، وتم توزيع المهام بيننا وباشرنا بالتحرك لتنفيذ المهام.

التي كان أولها التحرك لشرح مسببات خيار المفاصلة وضرورتها وأهميتها لقواعد التنظيم في فروع السودان والخارج وكذلك لوحدات جيش التحرير الإرتري، وهنا يتوجب علي التوضيح بأننا وجدنا التأييد أين ما حللنا ومن كل من خاطبناهم لا بل يمكن القول بأننا التمسنا بأنهم كانوا في انتظار هكذا خطوة.

الدكتور عواتي مشروع جبهة التحرير الإرترية مشروع بحجم الوطن الإرتري مر بالكثير من المحطات، وهذه إحدى محطاته المهمة. في رأيك هل قيادة الجبهة وكادرها وجماهيرها قادرون على إعادة بناء الجبهة وإعادة الفاعلية لها في ظل الظروف الموضوعية الحالية أم أن الأمر مجرد طموحات لا يدعمها الواقع؟

الطموح والأمل أمران يجب أن يتحلى بهما من يود تحقيق هدفاً ينشده، ونحن في قيادة جبهة التحرير الإرترية يحدونا الطموح لتحقيق أهداف شعبنا في الحرية والعدالة والديمقراطية، وسنعمل بكل إمكانياتنا لإعادة بناء تنظيمنا و وضعه في المسار الصحيح بمعالجة أخطاء وممارسات المرحلة الماضية التي نحت بتنظيمنا إلى غير مساره الطبيعي، ولكن في ذات الوقت ننظر وبتفهم لواقع الحال والظروف المحيطة وتطوراتها، ولأننا ندرك أن طموحنا هو بحجم الوطن ندرك أيضاً أنه لتحقيق هذا الطموح يجب أن يكون فعلنا بحجم الوطن وبقوة المشروع الوطني الذي سنسعى بكل ما أوتينا من قوة مع باقي قوى المعارضة الإرترية التي هي مكونات هذا المشروع لإعادة إحياء مشروعنا الوطني.

الدكتور عواتي قعود الجبهة وعدم فاعليتها قد طال بصفتك عضو مجلس مركزي ونائب مسؤول مكتب العلاقات الخارجية وأحد الفاعلين في الجبهة، ما هي أولوياتكم في هذه المرحلة؟

أولى أولوياتنا نحن في قيادة جبهة التحرير الإرترية وكوادرها هي إعادة بناء تنظيمنا برؤى وعقلية جديدة تتوافق والمرحلة والإمكانات المتوفرة، وفي اعتقادي لا يتأتى ذلك إلا بتنقية تنظيمنا من الشوائب والعوالق أولاً، ثم الاستفادة من عبر و دروس ما قبل المفاصلة وتفاديها، وكذلك إعادة الثقة في نفوس قواعدنا بعدما اهتزت من جراء الشلل الذي أصاب التنظيم، فحجم الأخطاء والممارسات السلبية لم يكن قليلاً.

وثاني أولوياتنا هي إعادة إحياء المشروع الوطني والنهوض به وفق رؤىً جديدة ذات فعل حقيقي وممكن التنفيذ، وذلك بالتواصل والتنسيق مع باقي فصائل وقوى المعارضة الإرترية التي نشكل معاً مكونات هذا المشروع الوطني.

للتواصل مع الكاتب: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

Top
X

Right Click

No Right Click