رقصة شليل الخاصة بالنساء

بقلم الأستاذ: محمود إدريس نور

الشليل هو الشعر الطويل الناعم، لذا فالرقصة تعتمد على إبراز الفتاة لجمالها بتحريك شعرها يمينآ ويسارآ،

الآن الشعر لدى قبائل الشرق عنوان الجمال، لكن المراة لدينا لا تقوم بآكثر من هذا، فحتى حين ترقص لا ينبغي يفارقها الحياء، والا انقلب حسنها إلى قبح، اما الرجال فرقصتهم تسمى "وسوميا" وتكون أكثر حركة وعنفوانا، ويستخدم فيها السيف لإظهار الفروسية والقوة، وعادة ما تكتمل الأفراح بالرقصتين معآ ليقدم كل جانب أجمل ما فيه.

تلهيانا شليلت لديما ديبا نتماسي،
وسوميا وقدا وكسكس مسل مرقدي،
لا تعبأ جدتي بضحكاتنا وتواصل الغناء بنشوة طاغية فما شرحته أمي بالكلمات تعيده جدتي شعرآ وغناء،
ديما نبر مسلنا.. عادات بنا يتبدي،
عادات بنا من بدير ديما يبلي،

تحفظ جدتي معظم أغاني ادريس محمد علي، فهذا "الولد" كما تسميه هو أفضل من أدى وحافظ.

على أغاني التقرايت، وخصوصاً أغاني "ود أمير" أشهر شعراء التقرايت على الإطلاق. لكنها لم تكن تهنأ كثيرآ بترديد تلك الاغنيات إذ سرعان ما تقاطعها امي بالاستغفار حينآ. وبالتحريف حينآ آخر من أن يمتلئ. البيت بالشياطين، فكانت تلجأ في الغالب إلى ترديد الكلمات شعرآ دون دندنة:

بعلا قرين دالي برابره شامائكي قروبي تحابره،
اسئلني شلملم. فأتى ميتو سرايو،
فأتى سراي الابو. ميتو اتمر مكرايو،

هذه الأغنية ذات الرومانسية الباذخة كانت مدخلي إلى عالم ادريس محمد علي. "شامائكي" أو "حبك" إحدى روائع الغزل التقرايت، فيها يصف المتيم معشوقته التي ترتدي"القرين" وهو طرق ذهبي يوضع على الجباه..

يسأل المولع فتاته عن دواء للعاشق، لكنه وقبل أن تأتيه الإجابة يرد الا دواء للعاشق، وكأنه يخشى بالفعل أن يجد إجابة تشفي علته،

اللي عنتات شلملم، بعلكم كبر نسأيا،
كفو شنن ايتودي وربي قرمت هبيا،
عنتات قروم وكبوب، ومن لعل شقر دفنيا،

هنا يتوغل العاشق في داءه، يعدد صفات محبوبته التي أخذها الكبر وبدأت في السير متبخترة، وهو لا يجد عيبآ في أن تكون متكبرة،

ما دامت حظت بكل هذا الجمال من عيون واسعة وشعر يغطيها بالكامل.

Top
X

Right Click

No Right Click