بيان المجلس الوطني الإرتري للتغيير الديمقراطي بمناسبة الذكرى الحادية والثلاثين لتحرير إرتريا

سماديت كوم Samadit.com

إعداد: المكتب التنفيذي للمجلس الوطني الإرتري للتغيير الديمقراطي

شعبنا الإرتري الأبي في الداخل والخارج،

أيها الأشقاء والأصدقاء،

يحتفل شعبنا الإرتري وقواه الوطنية بالذكرى الواحدة والثلاثين لانتصار ثورتنا المجيدة، ودحر قوات الاحتلال الإثيوبي، وإرغامها على الجلاء من ترابنا الوطني. وفي هذه المناسبة العظيمة يتقدم المجلس الوطني الإرتري للتغيير الديمقراطي، بكافة مكوناته السياسية والمدنية، بأصدق التهاني والتبريكات بمناسبة عيد التحرير، الذي تحقق بفضل النضالات السلمية والمسلحة التي خاضها شعبنا الإرتري وثورته الظافرة، وقدم خلالها شعبنا تضحيات جسيمة.

كما يعبر المجلس الوطني الإرتري عن تقديره الكبير لجرحى حرب التحرير ويتقدم بتحية إكبار وإجلال إلى أرواح شهداء إرتريا الأبرار، وإلى المناضلين الأبطال الذي غرسوا شجرة الحرية والاستقلال، حتى أصبحت شجرة وارفة الظلال، وإلى شعبنا الإرتري المعطاء، وخاصة في الريف الإرتري، الذي قدم الغالي والنفيس لثورته، حتى تمكنت من إلحاق هزيمة نكراء بالعدو الإثيوبي، وغدت إرتريا دولة حرة ذات سيادة.

شبعنا الإرتري الأبي وأشقاءه وأصدقاءه،

كان شعبنا تحدوه آمال عراض، بعد أن تمكن بجدارة من تحرير ترابه الوطني، في أن يعيش على أرضه معززًا مكرمًا، ويطوي صفحات عقود الحرمان والظلم التي عاشها في ظل الاحتلالات المتعاقبة على وطنه، وليفتح صفحة جديدة في ظل دولة يسودها العدل والمساواة والقانون، وبمشاركة كافة مكوناته السياسية والاجتماعية. إلا أن هذه الآمال سرعان ما تبددت، بفعل التوجه الإقصائي لقيادة الجبهة الشعبية لتحرير إرتريا، التي آلت إليها السلطة بعد التحرير.

ومنذ ذلك التاريخ سار النظام بوتيرة سريعة نحو انتهاج سياسات هدامة على كافة المستويات، فاحتكر المقدرات السياسية والاقتصادية والثقافية للبلاد، وأحالها إلى سجن كبير، واقتاد الشباب إلى معسكرات التجنيد الإجباري، ورمى بالآلاف من الوطنيين الأحرار في غياهب السجون والمعتقلات، بما فيهم قيادات وكوادر بارزة في فصائل الثورة الإرترية، من بينهم قيادات وكوادر في الجبهة الشعبية نفسها، دون توجيه تهم ضدهم أو تقديمهم إلى محاكمات علنية.

وفضلًا عن ذلك، فقد أشعل النظام الإرتري فتيل الأزمات والقلاقل مع كافة دول الجوار، وتسبب في اندلاع حروب معها خلفت مآس عديدة لشعبنا ولشعوب دول الجوار. ودفعت هذه السياسيات التدميرية الآلاف من أبناء شعبنا، وفي مقدمتهم الشباب، إلى الفرار بجلودهم من جحيم هذا النظام القمعي، بحثًا عن ملاذ آمن في شتى بقاع العالم. وفوق هذا وذاك فإن النظام الديكتاتوري في إرتريا، قام بشكل منهجي ومدروس، في إعاقة عودة مئات الآلاف من اللاجئين الإرتريين في السودان واليمن وكافة دول الجوار، على الرغم من أن هؤلاء اللاجئين كانوا وقود الثورة الإرترية، والعنصر الأساسي في انتصارها، فضلًا عن كونهم ضحايا الاحتلال الإثيوبي البغيض.

يا جماهير شعبنا الإرتري،

تأتي ذكرى استقلال إرتريا هذا العام في ظل ظروف معقدة تشهد فيها إرتريا ومنطقتنا تطورات سياسية وأمنية خطيرة. فتداعيات الحرب الداخلية الإثيوبية، والتي كان النظام الإرتري طرفًا أساسيًّا فيها، لا تزال تنذر بمخاطر كبيرة، ليس على إثيوبيا فحسب، بل على إرتريا ومنطقتنا بأكملها. وهناك معطيات خطيرة في هذه الآونة وحشود متبادلة على طول الحدود الإرترية الإثيوبية تشير إلى أن هذه الحرب العبثية التي تسببت في إلحاق أضرارٍ شاملة على كافة المستويات وأزهقت فيها أرواح عشرات الآلاف من الإثيوبيين والإريتريين، ستندلع مرة أخرى وبشكل أسوأ من ذي قبل، الأمر الذي يدفع المجلس الوطني الإرتري انطلاقًا من مسؤولياته الوطنية والإنسانية إلى دعوة جميع الأطراف إلى ضبط النفس، وعدم اتخاذ أية إجراءات من شأنها أن تؤجج التوتر وتقود إلى حرب جديدة خطيرة.

وفي هذا السياق فإن المجلس الوطني الإرتري يدعو النظام الإرتري إلى وقف مغامراته والكف عن التدخل في الصراع الإثيوبي الداخلي واحتضان قوات مسلحة إثيوبية داخل الأراضي الإرتري، والتأكيد للمجتمع الدولي على سحب القوات الإرترية من مختلف المناطق الإثيوبية إلى داخل الحدود الدولية لإرتريا، وذلك للحيلولة دون انتهاك سيادتنا الوطنية، وترابنا الوطني من القوات التقراوية أو أي طرف آخر. أما بخصوص الانتهاكات والتجاوزات التي ارتكبت في تقراي من جميع الأطراف المتصارعة، ومن بينهم القوات الإرترية، فإننا نجدد الدعوة للمؤسسات الدولية المعنية أن تجري تحقيقًا شفافًا للكشف عن الجناة، وتقديمهم لمحاكمات دولية رادعة. وننتهز هذه المناسبة لنتوجه بدعوة الحكومة الإثيوبية بأن تعيد النظر في تعاملها مع النظام الديكتاتوري القائم في إرتريا، ونطالبها بالإسراع في ترسيم الحدود مع إرتريا، وفقًا للقرارات الدولية ذات الصلة.

أيها الأشقاء والأصدقاء،

ينتهز المجلس الوطني الإرتري هذه المناسبة العظيمة ليعبر عن بالغ شكره وعظيم تقديره للدول والشعوب الشقيقة التي ساندت نضالنا الوطني، وقدمت كل أشكال الدعم لثورتنا المجيدة، واحتضنت مئات الآلاف من لاجئينا، وفتحت مدراسها ومعاهدها وجامعاتها أمام عشرات الآلاف من الطلاب الإرتريين، وأتاحت فرص العمل والعيش الكريم لعشرات الآلاف منهم. وفي الوقت نفسه نود التأكيد على أن شعبنا وقواه المناضلة يتطلعون اليوم أيضًا أن يلتفت الأشقاء والأصدقاء إلى معاناته من الحكم الديكتاتوري الجائر، وأن يقدموا له الدعم السياسي والمعنوي، لأن زوال هذا النظام وقيام حكم راشد في إرتريا سيكون له دورٌ كبير في استقرار المنطقة وازدهار التعاون والتكامل بين دولنا وشعوبنا.

يا شعبنا الإرتري الأبي والمنتسبين للجيش الإرتري وكافة أجهزة الدولة،

في الوقت الذي نتوجه فيه بهذه المناسبة المجيدة، مناسبة تحرير بلادنا، بالتحية والتقدير للشعب الإرتري، الذي ضحى بكل غال ونفيس من أجل صناعة هذا اليوم التاريخي، ونعبر عن تقديرنا وإكبارنا بشكل خاص لشهداء الثورة الإرترية الذين عبدوا لنا طريق الحرية والعزة والكرامة بدمائهم الطاهرة الزكية، ندعو جماهير شعبنا الإرتري، في الداخل والخارج، إلى الحفاظ على مبادئ ثورتنا المجيدة، والمشاركة الفعالة في النضال الجاري من أجل استكمال أهدافها المتمثلة في بناء دولة الحرية والعدالة والمساواة. كما ندعو أفراد الجيش الإرتري وضباطه للانحياز إلى مطالب الشعب العادلة، والمساهمة في رفع الظلم والاستعباد عن كاهل شعبنا الذي يعاني منذ أكثر من 31 عامًا من كافة صنوف القهر والاضطهاد، وأن يلعبوا دورهم في الحفاظ على سيادة بلادنا ووحدة ترابنا الوطني.

عاشت إرتريا حرة أبية ومستقلة !!
النصر لنضال الشعب الإرتري من أجل الحرية والعدالة والديمقراطية!!
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار !!

المكتب التنفيذي
للمجلس الوطني الإرتري للتغيير الديمقراطي

للتواصل مع الكاتب: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

Top
X

Right Click

No Right Click