ندوة: نحو موقف وطني تجاه الأحداث في إثيوبيا التي استضاف فيها الأخ عبدالرزاق كرار

بقلم الأستاذ: صلاح علي أحمد - كاتب وناشط سياسي إرتري

ما أراه من المربط المرجعي للندوة، التي استضاف فيها منبر الحوار الوطني الإرتري

الأخ عبدالرزاق كرار - بأنه يجب عدم الفصل ما بين الندوة والورقة التي أصدرها الأخ عبدالرازق تحت عنوان: نحو موقف وطني تجاه الأحداث في إثيوبيا.

لأنّ الندوة أساسا بنيت على الورقة - وعليه النقاش يجب أن يكون ملتمسا تفاصيل الورقة باعتبارها المرجعية التفصيلية لمفاصلها الخمسة التي تضمنها الورقة وهي:-

1. المدخل المرجعي الراصد لملمح النزاع الإثيوبي الداخلي/ الأحداث الإثيوبية - وكانت بالفعل لمحة لجرعة دسمة كاملة.

2. آفاق الحل السياسي للصراع الإثيوبي وما يترتب عليها.

3. تأثير الصراع الإثيوبي على إرتريا.

4. نحو بناء موقف وطني متسق ومتوازن تجاه الأحداث.

5. الخاتمة - وهي تحمل القول الفصل الذي قطع قول كل مختلف ومتباين متجادل.

عليه من وجهة نظري يستحسن أن يأتي التعقيب على الندوة مصحوبا بمرجعية مفاصل ما تضمنته الورقة.
وأحي الأخ عبدالرازق على هذه المبادرة.

فالأخ عبدالرازق كرار - هو احد الأكاديميين والمثقفين الذين حقا له إسهامات ملحوظة بين معسكر المقاومة خاصة في جوانب الرصد والمتابعة اللصيقة و الموجهات والإرشاد التي أرى من وجهة نظري على المقاومة الإرترية التفاعل و الاستفادة منها عمليا - وفي مساهمته هذه (والتي هي في واقعها مبادرة كمخرج) من التحديات الفعلية التي فرضتها الأحداث الإثيوبية من دواعي تأثيرها على إرتريا وبالتحديد على المقاومة الإرترية - وعلى وجه الخصوص ما ذكرها حرفيا من:

تحديات الاصطفافات وتفكيك التحالفات وإعادة التموضع بناء على خلافات حول قضايا ليس للمعارضة فيها كبير تأثير سواء عبر تحالفاتها السابقة أو تحالفاتها الجديدة.. والمبادرة تضمنت مقاربة تفصيلية جوهرية ما بين:

الأهداف الرئيسية للدكتاتور إسياس أفورقي كموقف من تورطه في الحرب الإثيوبية الداخلية - وما بنت عليه المقاومة الإرترية موقفا من "الأحدث" ذاتها - ثم ما فرضته هذه الأحداث الإثيوبية من تحديات على المعارضة/ والمقاومة تتعلق بغياب التوافق الوطني من حيث الموقف - بعد أن ادخلتها تلك الأحداث المتتابعة في حالة من الانقسام إلى مواقِفِ متناقضِة وخطابات حادة متبادلة في تبايناتها التي أحدثت ما يشبه الشرخ العمودي.

الأخ عبدالرزاق كرار من خلال رصده الموّفق والدقيق بل الفحيّص - ذهب نحو ضرورة إيجاد تحديد موقف توافقي وطني متسق متزن يراعي كل المحددات المرجعية التي بنيت عليها مواقف حادة متباعدة تمثلت في طرفين من المعارضة في التباين الأكثر نتوءا - و من ثم ضرورة الوصول إلى (المحددات الخمسة المهمة التي ذكرها لبناء موقف وطني متسق ومتوازن اتجاه الأحداث الإثيوبية) - و هي ما بنى عليها فكرة المبادرة التي تقدم بها في المقالة التي سماها (بالمساهمة) - وإن كانت بمثابة مبادرة - وهي حقا تحتاج لمن يتبناها و يذهب بها نحو مكونات المقاومة وخاصة مكونات المجلس الوطني في أولوية التبني لما يعانيه من تجاذبات وتوجسا وهواجس متبادلة قياسا على مرجعية تلك المواقف المتباينة من النزاع الإثيوبي.

وعليه - رأيت من طرفي أن نركّز على الجزء الجوهري الذي يتوجب به تفاعلنا مع المبادرة إلى حد مناقشتها في حدود إمكانية تبني المبادرة كمقاومة إرترية كافة والدخول في الحوار المباشر برئاسة صاحب المبادرة.

و اقول ذلك باعتبارها منتوج وطني إرتري سياسي مستقل - يحمل خطوة توافقية وطنية - أحسبها هكذا هي على حد قراءتي المتأنية بتجرد لها - مما جعلني أن أطلق على المحددات الخمسة لبناء موقف وطني توافقي متسق ومتوازن بمحددات الهُدى للعقل الوطني المتسامح مع ضميره تستحق التبني والالتفاف حولها وحملها متوافقين بمسؤولية وطنية، إذ أنها أحسب قد خرجت وهي تخص الجميع وخاصة قوى المقاومة الإرترية كافة - وهي دعوة إلى رجاحة العقل والحكمة والحلم في ثلاثية متماسكة مترابطة تجمع بين المتباينات مخرجا لما أحدثه فعل النزاع الإثيوبي واحداثها بين الإرتريين - حين تعمّد السفّاح أفورقي أن يسفك دماء الإرتريين في حروبه الانتقامية المتكررة.

مرة أخرى أحيّ الأخ عبدالرزاق على هذه المبادرة الوطنية بامتياز وإن تواضعت بتقديمها كمساهمة.

تحياتي ومودتي بكامل تمامها لك أخي الحبيب صالح أشواك

Top
X

Right Click

No Right Click