الفصل الثاني من سلسلة ديكتاتورية أسياس أفورقي - الجزء الأول

بقلم الأستاذ: محمود محمد نور فرج (أبو رهف) - كاتب وناشط سياسي ارتري

انتهي الفصل الأول من البحث كما تابعنا أجزاءه العشرة السابقة بتحقيق الهدف الأول من الوثيقة السرية

أسياس أفورقي 17

للدكتاتور افورقي (نحنان علامانان) الذي استعرضنا فيه كيفية تدمير واجهاض جبهة التحرير الارترية وإقصائها عن الساحة الارترية.

والذي تحقق بعد صراع دموي استمر لعشرة أعوام راح ضحيته خيرة أبناء الشعب الارتري ومنذ العام 1981 فرض تنظيم الجبهة الشعبية سيطرته التامة علي الساحة الارترية وأصبح التنظيم الأقوى في الساحة الارترية وزعيمه اسياس افورقي الرجل الأول بلا منازع علي الرغم من وجود بعض التنظيمات الوطنية والقيادات التاريخية التي أصبحت تتلاشي شيئا فشيئا بعد الانهيار الكبير الذي أصاب جبهة التحرير الارترية.

يذكر أن تأسيس تنظيم الجبهة الشعبية لتحرير ارتريا مر بثلاث مراحل أساسية نذكر منها:-

1/ المرحلة الأولي عندما تمرد افورقي واعلن انفصاله عن جبهة التحرير الارترية في عام 1970 وأسس مع عدد من أبناء كبسا مجموعة (سلف نطنت) النواة الأساسية لتنظيم الجبهة الشعبية

2/ المرحلة الثانية عندما انضم الي قوات التحرير الشعبية بقيادة الشهيد عثمان صالح سبي الذي استمر معه حتي العام 1976

3 / المرحلة الثالثة والأخيرة عندما تمكن من السيطرة علي جميع مفاصل التنظيم الأساسية الأمنية منها والعسكرية وأعلن انفصاله عن قوات التحرير الشعبية معلنا بذالك ولادة تنظيم الجبهة الشعبية لتحرير ارتريا.

شهدت هذه المراحل الثلاث عمليات قتل وتصفايات سرية بواسطة فرق الموت الخاصة في جهاز المخابرات (72) المعروف بدمويته طالت العديد من القيادات والكوادر البارزة في صفوف التنظيم وكانت أولي هذه العمليات الإجرامية:-

• تصفية المناضل الشهيد ابرهام تولدي قائد المنطقة الخامسة مسموما الذي اختلف معه في فكرة الانفصال عن الجبهة.

• تلتها عمليات قتل وتصفية منتظمة كانت أبرزها تصفية مجموعة (منكع) والتي تعتبر من أكبر جرائم التصفية السياسية في تاريخ الثورة الارترية.

• وتوالت هذه العمليات لتشمل خطف وقتل واخفاء المواطنين الابرياء من المدن والقرى الارترية.

وبعيدا عن جرائم القتل والتصفية التي كان يقوم بها جهاز المخابرات الدموي المرتبط بالديكتاتور افورقي فان ابطال الجيش الشعبي في الجبهة الشعبية قيادات ومقاتلين وهم أبناء هذا الشعب العظيم وللانصاف واحقاقا للحق وشهادة للتاريخ فقد سطروا هؤلاء الابطال أعظم الملاحم البطولية في التضحية والفداء قل مثيلا لها في التاريخ.

حيث واجهوا الحملات البربرية والوحشية المتتالية والمدعومة من منظومة الدول الاشتراكية بقيادة الاتحاد السوفيتي بمختلف أنواع الأسلحة الحديثة ليس هذا فحسب بل وحتي الاشتراك الفعلي بالخبراء والطايرين من الاتحاد السوفيتي وكوبا ودولة اليمن الجنوبي بهدف القضاء النهائي علي الثورة الارترية.

ولكن الكلمة الأخيرة والقول الفصل كانت مع ابطال الجيش الشعبي ومن عاصمة الصمود مدينة (نقفة) التي تحولت الي رمزا للصمود الارتري وتحطمت علي صخرتها جميع الحملات البربرية والوحشية وأصبحت مقبرة للغزاة وأحلامهم الاستعمارية وكانت كلمتهم الأخيرة نحن هنا باقون فوق ارضنا فالتذهبوا انتم أيها الغزاة الغاصبين الي جهنم وبئس المصير.

نواصل... في الجزء القادم

Top
X

Right Click

No Right Click