جحيم الوطن ونيران الهجرة والغربة

بقلم الأستاذ: سمير محمد - كاتب وناشط سياسي إرتري

منذ تحرير اريتريا وهي في الحقيقة ليست إلا دولة تدار بعقول ممنهجة لتحقيق مصالحها

والدوس على الشعب الإريتري لتنفيذ مبتغاهم. وكأن تحرير إريتريا لم يتم إلا لتمكين تلك المجموعة التي لايهمها إلا إشباع غرائزها دون وضع أدنى إهتمام للشعب المنتهكة حقوقه.

ولعل هروب المواطنين الإريتريين بهذا الكم الهائل أكبر برهان ودليل على رضى تلك الحكومة المستبدة في موقف واضح وصريح لما يمر به الشعب من معاناة كبيرة نتيجة للهجرة التي نستطيع أن نقول عنها أنها ممنهجة امام مرئ ومسمع الحكومة الإريترية التي لا يهما الا الاستمرار بالسلطة على حساب فئات الشعب بشكل عام.

أرقام مهولة تجدها في طلبات اللجوء الإريترية من جميع الفئات الدينية والقبلية تجعل من هذا النظام عاجز عن الحديث عن الوضع الاقتصادي المتردي إجمالا والفصح عن أعماله تجاه شعبه والتي أدت من فراره من موطنه والرضا بالعيش في مواطن الغربى لتحقيق أبسط حقوقه.

جميع المنظمات الإنسانية والدولية تضع حكومة إريتريا ضمن الدول الأكثر قمعا وانتهاكا لما يعرف بحقوق الإنسان كيف لا؟ وهي منذ نشأتها لم تنفذ البنود الدستورية لضمان وحماية حقوق وحرية المواطن الإريتري على الرغم من جميع النداءات والمطالب من مختلف المنظمات حول العالم المعنية بحقوق الإنسان. تستمر سياسة النظام الاريتري القمعية والمريعة رغم التطورات التي شهدتها العلاقة مع الجارة أثيوبيا بإنهاء العداوة بين البلدين وتحقيق اتفاقية السلام مع دول الجوار في القرن الأفريقي.

لا يزال العديد من أحرار الرأي قابعون داخل سجون النظام دون محاكمة منذ سنيين ولا يعرف حالهم حتى الآن إذا كانوا أحياء أم أموات بشهادة المنظمات الدولية في مجال حقوق الإنسان. تحتل الحكومة الإريترية الصدارة في انتهاكات حقوق الإنسان وسجلها حافل بكل ما يعرف بإنتهاك حقوق الإنسان من ضمن تلك الانتهاكات حرية الرأي والتعبير، حرية الدين والمعتقد، العمل بالسخرة فيما يسمى بالخدمة الوطنية الغير منتهية المدة حيث لا تخلوا تلك الخدمة من استعباد المواطنين وتعذيبهم وسجن كل من لا يلبي تلك الخدمة التي لا تخدم إلا مصلحة النظام الإريتري.

مهما تحدثنا عن الإنتهاكات والتصرفات العشوائية والارتجالية التي يتصرف بها هذا النظام الرجعي المتخلف لقمع الحريات وتدمير الحجر والشجر واخيرا وليس اخرآ تهجير البشر نحتاج الى مجلدات تلو المجلدات لسردها، كون هذا النظام اصبح لديه مناعه ضد الإنسانية والإحساس بالآخرين إجمالا.

يظل المواطن الإرتيري شامخ رغم المآسي والظروف التي تقف ضده بداخل وطنه مما جعله مظطرآ للسفر للخارج للبحث عن لقمة العيش الحلال والاهم عنده الشعور بالأمان.

لابد ولا محالة أن الوطن والشعب باقي والديكتاتور سوف يمضي تسبقه لعنات أبناء جلدته وسوف يخلد كل حر ابئ ان يكون مطيه للظلم والطغيان والجبروت البشري والتاريخ لابد ان ينصف المظلوم طال الزمن او قصر.

Top
X

Right Click

No Right Click