مناضلات من وراء الستار - الجزء الاول

بقلم المناضل الأستاذ: إبراهيم محمود صالح قدم - أبو حيوت

ربما شد انتباهكم مقال في موقع اسمرينو دوت كوم بعنوان ”لنتذكر شهيدات الجبهة الشعبية“

كما شدني وكما ترون لا غبار على العنوان ولكن في داخله بعض المغالطات التي لا يمكن تجاوزها. لا تستغربوا فأن من يكتبون هذا هم نتاج غسيل المخ الطويل الذي جعلهم لا يرون ولا يسمعون إلا ما كانت تقوله وقالته الجبهة الشعبية واسمحوا لي أن أقول من أنهم أصبحوا مثل البغل أو الحصان الذي يركب له الحاجب حتى يتجه إلى الأمام ولا ينشغل بما يجرى على الشمال أو اليسار. والمناضلات المذكورات في المقال على عيني ولهن كل الاحترام والإكبار، لا فرغ بين من التحقن بالجبهة أو الشعبية وبالذات لأنهن يعتبرن من الرائدات بالتحاقهن في 73 ولكن لا يجوز أن نقول إنهن أول من التحق بالكفاح المسلح حيث كان قبلهن من التحقنا بالجبهة. و المؤسف هو انه قد تم تصفيتهن ضمن مجموعة المنكع بعد سنة من التحاقهن.

أولا: مشاركة الإناث جاء قبل ذلك بكثير، عندما شاركت المناضلة سعدية تسفو مع الفدائيين في التخلص من الجاسوس الخطير في مدينة كرن وكذلك عندما انضمت المناضلتان جمعة عمر وبخيته عبد الله إلى المقاتلين وعندما شارك أكثر من عشرة من المناضلات في البعثة الطبية التي أوفدت إلى العراق لدراسة التمريض وعلى رأسهن المناضلة الكبيرة نصريت كرار.

ثانيا: تجاهل دور الجبهة وعن عمد واعتبار بداية الكفاح المسلح هو اليوم الذي انشق فيه اسياس دفاعا عن حقوق المسيحيين وسكان المرتفعات كما ورد في المنفستو نحنا وأهدافنا وليس دفاعا عن حقوق الشعب الارترى، كما فعل الشهيد عواتى في ال61.

انتهز هذه المناسبة للإشارة إلى الدور التاريخي للمرآة في الكفاح المسلح ليس كمقاتلة فحسب بل كست بيت تتحمل مسؤولية إعاشة المئات من المقاتلين الذين كانوا يعتمدون على الشعب في كل شيء، ولكم أن تتخيلوا عملية تحضير الطعام: التي تبدأ بجلب الماء والحطب ومن بعده الطحن والإعداد لتقدم إلى المناضلين قبل الأبناء على شكل بوجبوج او تكوشم او اكلت أو قراسة او الدجحا او الغطشا اوحبزة تندور او العبودة لتؤكل بالحليب او الروب اوالحن والحنقزا او البعيرة حن او بطبحها من نوسا.

هكذا كانت تسير الحياة من الحدود الى الحدود حتى سنة 1975 والشاهد القرى التى كانت تقع فى الطريق ابتداء من عدحباب وعدحطور ومرورا الى قرى القدين او قرى قوفاتى الى منطقة موقرايب لتصل الى عد على بكت عبورا لخور بركة حيث عد سيدنا مصطفى وهنا لابد أن اذكر شهامة وكرم الشيخ محمد على ود سيدنا مصطفى وضيافته لنصل إلى عد قراب القرية المناضلة التي لم تخلوا يوما من فصيلة أو مجموعة أو طوف.

من هناك إلى عد حمد شلح وهنا تتفرع الطرق إلى سبر حيث العم المناضل محمد نور سبر أو إلى عذف وكنشو و من هناك إلى ماىشوا إلى المناضل عثمان عدلان لنتقدم إلى قبى لغوم حتى نصل اف طروق إلى المناضل جمع حسوب وتواصل لتقطع عنسبا وربما يستضيفك عمال مخلاسى ببعض الفواكه لزوم الطريق إلى دقى وازنتت حيث المناضل جعفر محمد نميرى وتواصل الطريق إلى عندر الحصن المنيع بحماية العم المناضل محمد بخيت ومن هنا تأخذ طريق موشى وشبح وصولا إلى اجربب عرين المناضلون، الشهيد اقدوباى و إبراهيم إسماعيل ومبرهتو منابر (أول من اجبر إلى الرحيل من قريته ليس خوفا من إثيوبيا ولكن من الشعبية) أو إلى طباب حيث المناضل الشهيد احمد الشيخ زايد أو تأخذ الطريق الصعب إلى انسى وتواصل إلى رورا منسع حتى تصل مرات حيث تختار طريق زين إلى المناضل عمار كفلاى او إلى قربت لمقابلة المناضل قلا يدوس ومنها إلى وقريتت حيث المناضل شكر ابرهام لتنزل إلى شعب وهناك تجد المناضلان على امبيزرى وورار وتقطع مزارع قدقد وتدخل اجناد ارض المناضل عمر ادحنا ومن هناك تقطع الطريق العام اسمرا / مصوع عند دقدقتا وتواصل لتصل الى عقمدا ومنها إلى حديش عبر روبربيا حيث المناضل محمود محمد سعيد أو إلى زولا وافتا حيث المناضل شوم احمد أو لتدخل نب قدى وعند كوميلى تجد المناضل الشيخ محمد على قفع وتتوغل مع نباقدى حتى تصل سالو واجرا ومن هناك تتسلق الجبل، وان اتجهت يسارا تصل امباسويرا إلى ورحلو او مربر واذا اتجهت يمينا تصل قوحيتو وهناك تجد المناضلة اينا (الوالدة) سعدية عند عياقو.

لم اذكر أسماء القرى وأسماء المناضلون فيها للتعريف بها بل لتوضيح مدى مساهمة ومشاركة المرآة الإرترية في مسيرة النضال والأعباء التي كانت تتحملها حتى سنة 75 لأنه بعد ذلك خف الحمل قليلا نتيجة اعتماد التنظيمات على نفسها.

اخوتى القراء ما يحزنني و يؤسفنى كثيرا هو من إن هذه القرى التي ذكرتها فى رحلة مناضل متوجه من كسلا حتى يصل جبال اكلى قوزاى المنيعة لم توليها حكومة اسياس ما تستحقه من اهتمام ولم اسمع من انه تم حفر بئر ماء في عد قراب أو مدرسة في القدين أو عيادة في كوميلى او تعبيد طريق فى قوفاتى او بناء سد فى ماى شو.

وفى هذا المقام لا أقول كما قال الأستاذ عمر محمد حمد لا يمكن أن نحمل النظام الراهن تبعات أوضاع ترتبت عبر عقود طوال... إلى أخر الفقرة بل أقول نعم في الماضي كان التهميش لهذه المناطق متعمد ولكن لماذا اليوم ؟ لو كانت هذه الحكومة وطنية، لمنحت هذه المناطق الأولوية وبدأت منها رحلة طويلة إلى التطور المتوازن والعادل، لتعوضها عن الغبن الذي وقع عليها في زمن الاستعمار. وأقول للأخ عمر لا يجوز البحث عن المبررات لهذا الإهمال المتعمد.

في الختام اعتذر من عدم ذكر قرى ومناضلين في إطار المقال وأرجو أن يفعل ذلك غيري من الذين تسعفهم الذاكرة.

والى اللقاء في الجزء الثاني من هذا المقال وشكرا.

للتواصل مع الكاتب: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. 

Top
X

Right Click

No Right Click