في الذكرى السابعة لعملية فورتو المجيدة مشاهد من موقع الحدث - الجزء الاول

بقلم الإعلامي الأستاذ: أبوبكر عبدالله صائغ - كاتب وصحفي ثقافي مهتم بالتأريخ

شعلة التغيير التى تتلألأ في الأفق منذ عهد الثورة وتواصلت بزخم أكبر في عهد الدولة التى ولدت

من رحم نضالات الشعب الإرتري وتضحياته ظلت تؤرق مضاجع نظام أسمرا ، تعددت أساليب مقاومة الظام والقهر والهيمنة الذي يمارس من قبل قلة قليلة تأمرت لمحو مكتسبات الشعب في الحرية والإستقلال.

وتاتى عملية فورتو في مقدمة تلك المحاولات لما تميزت به من جرأة وشجاعة وتضحية ، ومازالت تفاصيلها يكتنفها الغموض ، وبما إننى كنت في موقع الحدث وتابعت بعض التفاصيل بدقة وإهتمام للتوثيق ونقل ما جرى الى عامة الناس المحاصريين في الوطن وهؤلاء الذين يعيشون في الخارج.

لا أريد أن أعدد المحاولات التى جرت بعد تحرير إرتريا بهدف وضع حداً للنهج التدميرى الذى يمارسه النظام ولكن سأذكر فقط حدث ما ذكره الوزير/ على عبده في إفادته المختصرة التى قدمها لطلب اللجوء ، حيث ذكر حضر الى مكتبه بوزارة الاعلام كل من سبحت أفريم وفلبوس في عام 2012م وطلبوا منه أن يكون قائدأ للانقلاب الذى يتم الإعداد للإطاحة بنظام أسمرا الفاشي ، وبما أن على عبده رجل أمن بإمتياز وترأس اللجنة الأمنية العليا في إرتريا لعدة سنوات مضت إستوعب المخطط والاستدراج المتعمد من قبل فلبوس وسفحت أفريم للتأمر ضده والايقاع به ، رد عليهم قائلاً "أرفض هذا الطرح ولو كررتم مثل هذه المحاولة سوف أبلغ بكم الجهات المعنية". هنا إنتهي كلام على عبده.

ذكرتٌ هذه الحادثة للـتأكيد بأن سفحت أفريم وفلبوس كانوا ضالعين ومشاركين في المحاولة وبلغوا الجهات المعنية بالخطوات المزمع إتباعها ، ثم تنصلوا منها عند التنفيذ وكشفوا المخطط قبل التنفيذ وشاركوا في أفشالها أيضاً عند التنفيذ.

الليلة التى سبقت تنفيذ العملية كنت في مدينة كرن للمشارك في زواج أحد صحفي وزارة الإعلام ، قاعة الفندق "سارينا" الفاخر كان بها عدد من كبار المسؤولين وبعد منتصف الليل شاهدت الراحل قرزقهير "وجو" الذى دخل من الباب الخلف للقاعة وعبر وسط الحضور هو وحراسة متجهاً نحو الباب الرئيسي للقاعة وخرج مباشرة ، هذا المشهد تذكرته نهاراً وأسمرا تحلم بالخلاص من هذه الزمرة الحاقدة التى دمرت إرتريا وشردت شعبها طيلة لأكثر من ربع قرن من الزمان.
صباح ذاك اليوم وصلت الى أسمرا وبدأت أتابع كغيرى من عامة الشعب نباء المحاولة البطولية التى لم تكلل بنجاح لوجود مندسين ومتأمرين في صفوف قادة التغيير وأقول ذلك لأنني لدى مخزون من المعلومات سأفصح عن جزء منها والباقي ساسرده يوما ما.

سأسرد للقارئ صورة مصغرة للأحداث التى سبقت تنفيذ عملية فورتو البطولية.

قبل تنفيذ عملية فورتو البطولية بأيام تم تبليغ القائد الشهيد/ سعيد على حجاى "ود على" بضرورة التوجه الى عصب فوراً لأنه تم تغييره الى هناك لوجود خلافات حادة بين قائد الأسلحة الثقيلة بجبهة عصب والمسؤول العسكرى هناك ، والأمور وصلت بينهم لمرحلة غاية في الخطورة ويجب نقل أحدهم الى موقع أخر.

القائد الشهيد/ ود على رفض التوجه الى عصب وتعلل بإنه يرغب في التوجه الى كرن لمتابعة أوضاع أسرته ، قيل له أذهب الى عصب وأرجع بعد إستلام مهامك هناك في اليوم التالى ، إلا أن "ود على" رفض الذهاب الى عصب وأكد لهم بأنه سوف يذهب الى عصب بعد عودته من كرن.

القائد الشهيد/ ود على قبل تنفيذ العملية بأيام حضر الى أسمرا وكان لصيقا بصديقه العقيد/ إدريس فاقر لمدة ثلاثة أيام متتالية ، وإن العقيد إدريس فاقر هو صديق مقرب جداً من العميد/ طهاى مكنن "ودى موكى" الذى أطلق عليه القائد "ود على" خمسة رصاصات أمام مقر وزارة الاعلام يوم الحدث الأهم خلال الثلاثة عقود الماضية ، وهو قائد الأسلحة الثقيلة سابقاً بالمنطقة الجنوبية وكان يتواجد باسمرا في تلك الفترة ضمن قادة الكراجات الحكومية والحجة تلقى دورة عسكرية.
خلال الثلاثة أيام التى قضاها الشهيد/ ود على برفقة صديقه العقيد/ إدريس فاقر تأكد له بأن "ودى موكى" ليس له أى معلومة عن المخطط الذى سيتم تنفيذه.

نواصل... في الجزء القادم

التعليقات  

Ali Hassan
#Ali Hassan2020-01-29 14:08

أستاذ أبوبكر لقد قرأت لك مقال ومازلتوا أحتفظ به والذي أشرت فيه بأن قائد عملية فورتوا كان صالح عثمان ولم تشير في ذالك المقال لا من بعيد ولا من قريب بأي صلة اودور لاسم ود علي.

والملاحظ في هذا المقال أيضا أنك لم تحدد قائدها بالاسم وكل ماذكرته في المقال كان مجرد تفاصيل دون الإشارة لقائد عملية فورتوا بل الملاحظ في هذا المقال أيضا ذكرت إسم جديد إدريس فاقر.

أنا أتفق تماما مع تعليقات بعد الأخوة اللذين قالوا بأن عملية فورتوا كانت كبيرة وقد شاركت فيها رتب صغيرة وكبيرة ولكن الحقيقة علي أرض الواقع قد أعترف نظام الطاغي اسياسي افورقي وأجهزته الأمنية والإعلامية قد إشارة في أخبارها لقائد عملية فورتوا وعلي أثر ذالك تداول الخبر في كل وسائل الإعلام الدولي المرئ منه والمسموع والمقروء الذي تداول الخبر قد جرت محاولة انقلاب علي الرئيس الارتري واشارة الي قائد العملية الانقلابية استنادا لمصدر اعلام الدولة الرسمي الذي أكد بأن المجموعة كان قائدها الشهيد ودعلي وهذا لايعني بأنه كان لوحده في العملية وأيضا حتي لا يفهم كلامي اقلل من دور صالح عثمان الرجل مشهود له ببطولاته وأيضا كل رفقاء الشهيد ودعلي في عملية فورتوا.

فالشئ الذي لاحظته بأنك في المقال الأول قولت كان قائد عملية فورتوا صالح عثمان والرجل مشهود له ببطولاته سابقا واخيرا في جبهة عصب وفي هذا المقال أيضا أنك لم تحدد قائدها بالاسم وكل ماذكرته كان مجرد سرد لتفاصيل عملية فورتوا وقد ذكرت الشهيد ودعلي من ضمن تفاصيل عملية فورتوا ولم تشير بأنه كان قائد عملية فورتوا برغم وضوح الأمر باعتراف نظام الطاغي في اعلامه وبعض شهود العيان لمن عايشوا تفاصيل العملية من قبل ممن كانوا محسوبين في منظومة النظام قبل انسلاخهم منه فهم أيضا يؤكدون صحة الرواية لقائد عملية فورتوا ود علي وللأسف معظم المجموعة هم الآن في سجون الطاغي فيتعذر الوصول لهم وهذا يعني بأن كل تفاصيل عملية فورتوا قد يكون فيها بعض النواقص ومن يرفع هذا اللبس هم المجموعة التي الآن يقبعون وراء القضبان وهؤلاء الآن يتعذر الوصول إليهم.

وشكرا لك الأستاذ أبوبكر صائغ
ودحنكم
رد
Top
X

Right Click

No Right Click