فكرة الأقازاويان... وآهات الهوية الأرترية - الحلقة الرابعة

بقلم المناضل الأستاذ: محمد إدريس جاوج - ديبلوماسي أرتري سابق في الإتحاد الإفريقي

كما ذكرنا في الحلقات الثلاثة الماضية ومنذ ميلاد هذه الفكرة وإرهاصاتها القديمة وتطلعاتها الجديدة

وظهورها بشكل متقطع من حين لآخر في العديد من الفترات المتلاحقة لم تجد هذه الدعوة الملاز الآمن ولا الأرضية الصلبة ألتي تقف عليها وبما أنها تفتقد الحجة والمنطق في جدليتها وطرحها المتعارض مع منطق العصر وللخصوصية الأرترية لم تجد في أرتريا أرض الميعاد كما صور لها ونقول بكل بساطة إنها لقد تميزت بمنطق الشذوذ في محيطها الاثني والعرقي لأنها أصبحت فكرة نكرة لم تتعاطى مع واقع العصر ولم تمتثل لمتغيرات الحداثة في مواجهة الحقائق وهذا ما كلف العديد من أصحاب الشأن والمعنيين بالهم الوطني بالرد عليها كدعوة عنصرية تمثل ردة ألي العصور الغابرة.

إن الدعوة لقيام (الجمهوية الديمقراطية لقومية الأقازاوية) بهذا المنطق هو إنتهاك للسيادة الوطنية الأرترية بكل مكوناتها ومعتقداتها الدينية وتنوعها الإثني وهي محاولة مكشوفة تسعى جاهدة لشق الصف الوطني والعبث بتضحياتنا الجسيمة وهي تعبير صارخ ومهدد خطير يستهدف إستمرارية الدولة الأرترية الفتية في المنطقة.

يجب علينا أن نصحوا من سباتنا العميق وأن نخرج من الأحكام العاطفية والتخمين والتحدث بألسنة غير مسؤولة ونلخص كل هذا المشروع في زاوية ضيقة فقط (المسلم + المسيحي) وبكل بساطة نصدق كل ما صور ورسم لنا في محطات التواصل الاجتماعي ولكن يا أخوتي في الهم إن الموضوع أكبر من هذا وأبعد منه بكثير ويجب علينا أن لا نضع كل البيض في سلة واحدة حتى نفقد تعايشنا السلمي ووطن يسع الجميع.

إن مشروع الاقازاويان لا يستثني أحد وهناك أصوات وطنية تنادي بمحاربة هذا الداء من كلى الديانتين لانه يستهدف كل الديانات المسيحية في أرتريا إلى جانب المعتقد الإسلامي وهذا لا يتطلب تحليل منطقي للظاهرة ونحكم على الجميع بأنهم تبع لهذه الظاهرة بشكل عشوائي من خلال زاوية المعتقد الديني.

إن التطرف والعنصرية أصبحت ظاهرة عامة في كل الأديان والمعتقدات والطوائف والقوميات وهي تعبر عن فكر إقصائي عنصري وإن ظاهرة الأقازاويان لن تخرج عن هذا التصنيف في منهجها لأنها إتخذت من العرق والدين واللغة والثقافة منهجها وأعلنت بشكل رسمي إرتباطها المتجذر بالأصولية اليهودية والمنهج العبري ألذي يتنافى مع مبدأ المسيحية بصفة عامة وأعلنت مجموعة الأقازاويان عدائها المطلق لهم في أرتريا وإثيوبيا للمعتقدات (الأرتودكسية والكاثوليكية والبروستانتية) وتوابعها من المعتقدات المسيحية المعروفة بالمنفس ألتي يفوق تعدادها أكثر من (300) طريقة ومعتقد تخذى بمكانة في إثيوبيا لوجود هوامش من الحريات ومحرمة ومطاردة في أرتريا لضيق الأفق السياسي هناك وسيادة حكم الفرد وعدم وجود دولة قانون مدنية تحتكم بالدستور في تلك البقعة الجغرافية المستهدفة بإقامة هذه الدولة الجئزية القادمة.

وإن رواد المنفس هم من شريحة كبيرة من الشباب لقد انسلخوا من تلك الأديان والمعتقدات المذكورة أعلاه ويتميزون عن غيرهم بدرجة عالية من التحصيل العلمي والتواضع عام أسوة بالمبشرين والداعمين لهذا الطرق وإن الأغلبية العظمى من هؤلاء لا يرون في الحروب منهج للحياة وهم دعات سلام ولا يكترثون بالحكومات ولا يضعون لها أي إهتمام ولا يشغلون أنفسهم بالسياسة.

نواصل... فـي الـحـلـقـة الـقـادمـة 

Top
X

Right Click

No Right Click