رسالة لحزب النهضة الاريتري: سخروا منابركم لاسقاط الطاغية لا لبث الفتنة و الاساءة للقوميات الاخري

بقلم الأستاذ: مختار عثمان

بالرغم من التركيبة الاجتماعية القائمة على التعدد والتنوع وأختلاف المكونات الأجتماعية والثقافية للاريتريين

الحوار السياسي على الطريقة الارترية

الا انها كانت واحدة من عوامل قوة المجتمع والتي تجلت في صمود ثورته و نضاله الاسطوري الطويل ضد المستعمر والذي كان له دوره ايضا في التعزيز من تلك الوحدة والتضامن و تلاشي تلك التنوعات بطغيان الشعور الوطني الجامع الذي نامل في ان يظل قويا راسخا كما توارثناه، ولكن ومن خلال ما نشهده من تراجع في تلك القيم والمبادئ من خلال الممارسات السلبية لبعض قوي المعارضة الاريترية المنضوية تحت مظلة المجلس الوطني للتغيير، وضع الكثير من علامات الاستفهام على ما يحمله المستقبل من مضامين وتوقعات مشوبة بالخوف والقلق على مستقبل اريتريا ووحدة وسلام واستقرار مجتمعها.

خاصة وانها أصبحت عاملاً للفرقة ولتجزئة النسيج المجتمعي مما ولد بوادر لروح التعصب، وغياب المصداقية و الثقة بين مختلف تكوينات المجتمع الاريتري، اضافة الي افساحها المجال لمجموعات تتملكها نزعات فئوية نفسية تحاول توظيفها لتاخذ بعدا سياسيا تحت دعاوي الحقوق و الحريات، ضاربين عرض الحائط بمبادئ الوحدة الوطنية الراسخة و الثوابت الوطنية الجامعة، ذلك في غياب برنامج سياسي شامل للمعارضة قائم علي إرادة وطنية حقيقة وخطاب وطني صادق قادر على توحيد المجتمع وتحقيق السلم الاجتماعي وبناء دولة المؤسسات والقانون التي يتطلع اليها الشعب الاريتري.

مع التاكيد علي ان النهج الذي تتنباه المعارضة اليوم والذي بني في مجمله علي المجاملات السياسية والمحاصصات القبيلية والاقليمية والطائفية وتقاطع المصالح الفئوية قد بات يلعب دورا سلبيا في تمزيق التعايش السلمي بين أبناء البلد الواحد بدلا من تعزيزه وهو ما قد يعرض الأمن والسلم الاجتماعي لمخاطر عدة. وهنا لا اجد غضاضة في الاشارة بشكل صريح الي النهج الغريب لما يسمي بحزب النهضة الاريتري المحسوب علي الاخوة الجبرتة والذي يسعي من خلال نضاله الي اقامة كيان قومي لهم او (قومية الجبرتة) خارج كيان قومية التجرينية التي يشتركون معها في اللغة والثقافة وهي خطوة وان كانت وجدت قدرا من التعاطف من قبل المسلمين لاعتبارات دينية الا انها لا تخلوا من المجاملة السياسية بالقدر ذاته.

و الملاحظ في نهج هذا الحزب في الاونة الأخيرة محاولته استغلال بعض الخلافات الصغيرة بين ابناء قومية الساهو العريقة وتسخير منابره لبعض مروجي الفتنة وزرع الشقاق بين ابناء المجتمع الواحد عبر مناشط الحزب وجمعياته الي حد تشكيك احد ناشطيهم وكودارهم في اصل وجود قومية الساهو وادعائه بان (قومية الساهو اوجدتها الجبهة الشعبية)، ما اثار حفيظة العديد من ابناء مجتمع الساهو واستنكارهم لهذه الاساءة البالغة لمكون اريتري اصيل يتعدي عمر وجوده في اريتريا الخمسة الالف سنة حسب الوثائق والمصادر التاريخية، والاكثر ايلاما من ذلك انطلاق هذه الفتنة من منابر الاخوة الجبرتة الذين يرتبطون بعلاقات تاريخية مع ابناء الساهو معمدة بالدماء في دفاعهم المشترك عن العقيدة والهوية الاسلامية ورفع راية الاسلام ومن خلال تعميرهم للمساجد والخلاوي القرانية ناهيك عن صلات الرحم والقربي.

وما اريد ايصاله للاخوة الجبرتة ولحزب النهضة والقائمين عليه هو ان المكاسب السياسية البعيدة عن الحكمة والواقعية لا تعد مكاسب بل هي خسارة لا محال منها، و سلوك سلبي قد يكون له تبعاته التي قد تجر إشكالات معقدة المجتمع في غني عنها، وما يجب ادراكه هو ان البحث عن المصلحة الخاصة وتقاطعاتها لا ينبغي ان تكون علي حساب الغاء الاخر وان كانت هي في الاصل مصالح متوهمة زائفة لا تلامس الحقيقة، فمنازعة المكونات الارترية الاصيلة والتقليل من حجمها والاساءة اليها وان تكونوا طرفا في ذلك بفتح منابركم وتسخير امكانياتكم نهج يستوجب وقفة جادة من عقلائكم ومراجعة من يقف خلفها محاولا العبث بالعلاقة الاخوية بين المجتمعين ذلك حرصا و خشية من نتائجه السلبية خاصة وان الساهو كانوا وسيظلوا هم السند والحليف بما يملكون من مقومات وأرض وتاريخ.

وعليه فاليكن نضالكم مع بقية فئات المجتمع الاريتري من اجل دولة المؤسسات والقانون واسقاط نظام العصابة الذي قدر له اهانة كرامتنا واستباحة اعراضنا، بعيدا عن العمل ضد المكونات الاجتماعية الاخري اوالتدخل في شؤونها.

للتواصل مع الكاتب: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

---------------------------------------------------------------------------------------------------------------

ملحوظة: المواد المنشورة في موقع سماديت كوم Samadit.com لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع

Top
X

Right Click

No Right Click