انتصرت ارادة الشعب العربي السوري

بقلم المناضل: علي محمد صالح شوم - دبلوماسى أرترى سابق، لندن

اطلعت على مقال المناضل والدبلوماسي السابق الاستاذ حمد محمد سعيد كلو حول سوريا، فقد كانت بادرة طيبة ولفتة بارعة.

الجولان أرض عربية سورية

وانا بدوري اود أن القي بعضا من الضؤ حول الوضع في سوريا بحكم انني كنت قد عملت ممثلا لجبهة التحرير الارترية في ذلك البلد الشقيق في فترة الكفاح المسلح.

سوريا قلعة الصمود والتحدي امام كل المؤامرات التي كانت تستهدف منطقة الشرق الاوسط من القوى الخارجية وعلى راسها الولايات المتحدة الامريكية. كان موقف سوريا واضحا من القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية والتي تعتبر محور الصراع العربي الاسرائيلي، كما استقبلت الاعداد الكبيرة من اللاجئين الفلسطينين حيث قدمت لهم كل التسهيلات في مختلف المجالات، وقد تمتع الفلسطينيون بكل الحقوق على قدم المساواة مع اشقائهم السوريين مع الاحتفاظ بهويتهم الفلسطينية.

من ناحية ثانية فقد سمحت سوريا لكل الفصائل الفلسطينية لممارسة انشطتها السياسية والعسكرية على التراب السوري، هذا الموقف النبيل عرض سوريا لمؤامرات وضغوطات من قبل العالم الغربي الذي يدعم اسرائيل وعلى راسهم الولايات المتحدة، وقد اخذت بعض الدول العربية نفس المنحى في معادات سوريا.

فرض على سوريا حصارا اقتصاديا دام لردحا من الزمن والذي عانى منه الشعب السوري الا انه صمد وتحدى بالاعتماد على الذات ومن خلال العزيمة القوية والاصرار فهو شعب منتج مكافح وليس ادل على ذلك من انه الشعب الوحيد في المنطقة العربية الذي مزق فاتورة القمح وكان من الدول القليلة في المنطقة العربية تصديرا للمنتجات الزراعية الاستراتيجية كالقطن والعدس وغيرها من المنتجات بالاضافة الى الصناعات الخفيفة كالملبوسات. مع العلم ان سوريا وبجانب الزراعة حباها الله بالبترول والغاز وان كان في حدود الاكتفاء الذاتي.

في العام 1990م غزا الرئيس العراقي في ذلك الوقت صدام حسين الكويت تلك الخطوة التي وصفت بالمتهورة والغير مسؤلة والتي بادرت سوريا على ادانتها وطلبت من العراق الانسحاب الفوري من أرض الكويت واعلنت وقوفها مع الكويت شعبا وحكومة ورحبت سوريا واستقبلت الاعداد الكبيرة من الكويتين شعبا ومسؤلين، ونتيجة لهذا الموقف المسؤل رفع الحصار عن سوريا وسمح للعمالة السورية بالعمل في دول الخليج.

علي محمد صالح

مع العلم ان الثورة الايرانية التي ازاحت نظام الشاه في العام 1979م قد غيرت موازين القوة في المنطقة ن فسرعان ما تحالفت سوريا مع الثورة الايرانية واخذت العلاقة بين البلدين بعدها الاقتصادي والسياسي وانسجم مواقف البلدين في الكثير من القضايا وعلى راسها القضية الفلسطينية، هذا التغيير في المواقف والعلاقات المتميزة مع ايران لعب دورا مهما في الانتعاش الاقتصادي، فكانت السياحة الدينية لبعض المزارات في سوريا مثل ضريح السيدة زينب، كل ذلك اسس فيما بعد الى التحالف الاستراتيجي بين الدولتين ومن ثم التحالف الثلاثي عند قيام حزب الله في لبنان، وكما هو معلوم اصبح الحلف المذكور رقم يصعب تجاوزه في المنطقة في معالة الحرب والسلام.

يحضرني ان وزير خارجية امريكا الاسبق "هنري كسنجر" كانت له جولات ماكوكبة في المنطقة وتحديدا سوريا وكثيرا ما كان يلتقي الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد وفي احد اللقاءات كانت نبرته تجاه سوريا والرئيس الاسد تهديدية فما كان من الرئيس الاسد الاب الا ان قال له بالحرف"بلطو البحر ان شئتم".

اود ايضا ان اذكر دور سوريا الداعم لكل حركات التحررالعربية والعالمية وكان دعمها غير محدود في مختلف المجالات ومن ضمنها موقف سوريا الداعم للثورة الارترية منذ بداية ستينيات القرن الماضي اى منذ بداية الكفاح الملسح تقريبا، وهنا اذكر موقفا شجاع اخر للرئيس الاسد عندما طلب منه حليفه الاتحاد السوفيتي بايقاف المساعدات التي تقدمها سوريا للثورة الارترية باعتبار ان النظام القائم في اثيوبيا الان نظاما تقدميا وكان ذلك بعد مجيئ الدرق الى السلطة في اثيوبيا، وكان رد الرئيس حافظ الاسد "اذا كان النظام القائم في اثيوبيا تقدميا كما تصفونه ينبغي علية ان يعطي الشعب الارتري حق تقرير المصير" واضاف قائلا "ان القضية الارترية قضية عادلة ولن نتخلى عنها".

هذا ما وددت ان اساهم به عن سوريا والشعب السوري الذي وقف مع قضيتنا العادلة.

ندعو الله ان يوفق الشعب السوري في اعادة بناء بلده وان يعزز وحدته الوطنية والاستفادة من اخطاء الماضي في الحفاط على الوطن من المؤامرات.

Top
X

Right Click

No Right Click