وداعا الأخ العزيز والمناضل الجسور/ محمد عثمان يوسف صائغ - أبو صلاح

بقلم المناضل الأستاذ: علي محمد صالح شوم - دبلوماسى أرترى سابق، لندن بريطانيا

انتقل الى الرفيق الأعلى في يوم الجمعة الموافق ١٦ مارس ٢٠١٨ في مدينة لندن المناضل الجسور

محمد عثمان يوسف صائغ بعد صراع مع المرض اقعده لفترة ليست بالقصيرة.

التحق المناضل "أبو صلاح" بالعمل الوطني منذ نعومة اظافره تحت راية جبهة التحرير الارترية رائدة النضال الوطني الارتري، اشترك فقيدنا في العمليات البطولية لمنظمة "العقاب" فكانت عملية فرانكفورت التي قام بها الراحل المقيم مع رفيقه المغفور له محمد علي افعرورة في العام ١٩٦٩م وهي العملية التي احرق فيها الفدائين الطائرة الاثيوبية من طراز "٧٠٧" في مطار فرانكفورت بالمانيا الغربية انذاك، عانت عملية الاحراق على اثر انفجار قنابل موقوتة وضعها الفدائيون تحت المقاعد الملاصقة لجناح الطائرة، لتنقسم الطائرة الى جزئين حيث فصلت مقدمة الطائرة عن باقي الاجزاء، ولم يصب احدا باذي حيث كان التوثيت مناسبا مع خلو الطائرة من الركاب منها وكذا عمال انظافة، اما الفدائيان فقد تمكنا من الخروج بسرعة البرق من المطار قبل انفجار الطائرة، قدرت صحيفة Suddeutsche Zeitung (سودتش زيتونغ) الألمانية الخسائر بمبلغ 25 مليون مارك الماني، كان للحادث دوي اعلامي كبير لصالح القضية الارترية.

الراحل المقيم محمد عثمان يوسف صائغ عمل عضوا في مكتب جبهة التحرير الارترية بالجمهورية العربية السورية مع زميله الراحل "محمد علي افعرورة"، وفي العام ١٩٦٨م كلفه القائد الشهيد عثمان صالح سبى بمهمة تنظيمية الى السودان فكانت معرفتنا في تلك الفترة.

في العام ١٩٧٥م تم تعينه ممثلا لقوات التحرير الشعبية في المملكة المتحدة بريطانيا "لندن" وقد ابلا بلاءا حسنا، كان فقيدنا طيب المعشر يحب الطرفة والمزاح، قدم تسهيلات كثيره لأبناء وطنه دون تمييز وكان منزله العامر بلندن مفتوحا امام الجميع، وكذا السيدة الفضلى ام صلاح لم تألو جهدا في خدمة ابناء وطنها.

تمتع الراحل المقيم محمد عثمان يوسف صائغ بعلاقات واسعة مع عدد كبير من الجاليات المسلمة في المملكة المتحدة وقد حظي باحترام الجميع.

قلت حركته في السنوات الأخيرة بسبب المرض الآ انه كان صابرا محتسبا ولم يستسلم حيث نجده حضورا في كل مناسبات الجالية كالافراح والاتراح وكذا المناسبات الوطنية.

ادى مناسك العمرة قبل اسبوعين من رحيله عن دنيانا الفانية على الرغم من ظروفه الصحية، رحل عنا وايمانه بالله قوى لا يتتزعزع، ومن الصدف ان عملية فرانكفورت الفدائية كانت في مارس في العام ١٩٦٩ ورحيله المر في نفس الشهر "مارس" ٢٠١٨م سبحان الله على المصادفة.

ندعو له بالرحمة والمغفرة وان يتغمده المولى عزوجل بواسع رحمته وان يلهم اهله وزويه واحباءه الصبر وحسن العزاء.

انا لله وانا اليه راجعون

Top
X

Right Click

No Right Click