معجم للغة التجرايت أو التجري - الجزء الثاني

بقلم الإعلامي الأستاذ: أحمد الحاج - كاتب وناشط سياسي ارتري - ملبورن، أستراليا

21ـ هِـجْيَا: (بالجيم اليمانية) تعنى مطلق الكلام لدى الحباب وجمعها "هَـجَجِّيتْ"،

والماضي "تَـهَاجَا" للمفرد المذكر (والألف في آخر الكلمة هي ياء في الأصل بدليل "تَـهَاجَيكُمْ" عند اضافتها للضمير)، و"تهاجيت" للمفرد المؤنث و"تَـهَاجَينَا" (بامالة خفيفة للفتحة المسبوقة بياء مهملة - غير مشكلة) للجمع المتكلم و"تَـهَاجَوْ" للجمع الغائب. ويقابلها في الفصحى "الهِجَاءُ" وهو تَقْطِيعُ اللفظة بحُروفِها؛ يقال: هَجَّيْتُ الحُروفَ،وتَهَجَّيْتُها. وقد ورد في لسان العرب أنَّ رجلاً من بني قيس سُئِلَ: أَتَقْرَأُ من القرآن شيئاً؟ فقال: واللهِ ما أَهْجُو منه حَرفاً؛ يريد ما أَقْرَأُ منه حَرْفاً. قال: ورَوَيْتُ قَصِيدةً فما أَهْجُو اليومَ منها بيتين، أَي ما أَرْوي.

22ـ سِتَّلْ: هي اختصار لإسم "سِتَّ الملوك". كذلك "عَبْدَلْ" (وهو اسم قديم نجده لدى البلويين ولاسيما الحدارب) هو اختصار لاسم عبد الله وعبد الرحمن ونحوه. وربَّما كان هذا الاختصار ناتج عن عادة "القُطْعَة" المعروفة في لهجات قبائل حِمْيَر وخاصة طَيْىء، وهي قطع اللفظ قبل تمامه، قال الخليل: والقُطْعَة في طَيْىء كالعَنْعَنَةِ في تميم، وهي أنْ يقول: يا أبا الحَكَا، وهو يريد: يا أبَا الحَكَم، فيقطع كلامه عن إبانة بقية الكلمة. وقد ذكرنا في كتابنا "الحباب ملوك البحر وأهل السادة" أنَّ الحباب يُكْبِرُون طيء ويعظمونهم فيقول المرء من الحباب، إذا أراد أنْ يعبِّر عن رضائه عن شيئٍ أو استنكاره لشيئٍ لا يليق بالفاعل، يخاطب الفاعل فيقول له: «طَيْىء أبُوكَ» ان كان إبنه، أو مَنْ هو في مقامه، ويقول لبنته: «طَيْىء أبُوكِ». وإذا كان المخاطب أخاه، أو من يقوم مقامه، يقول له: «طَيْىء حُوكَ» {«حوك» بالحاء بعد حذف الألف هي بدل «أخوك»}، وهكذا. ووجه الاستدلال هنا هو أنَّ «طَيْىء» كما هو معروف هو مَذْحِج بن أدَد بن زيد بن بن يَشْجُب بن عَرِيب بن زيد بن كهلان بن سبأ، ومنه جاءت قبيلة طَيْئ المعروفة. ويبدوا أنَّ المهاجرين إلى منطقة الحباب من طَيْىء ومَذْحِج الآخر (مالك) الكهلانيين، وأبناء عمومتهم الحِمْيَرِيين من قضاعة (وما تفرع منها مثل بَلِيَّ وجُهَيْنَةَ)، كانوا يعتزون بطَيْىء اعتزازاً شديداً، حتى إنَّه صار عرفاً لديهم أنْ يذَكِّـر الأبُ إبنَه والأخ أخاه، فيقول له: أنت ابن طَيْىء فلا تبتأس أو يقول له: أنت أخو طَيْىء فلن تفعلَ ما يُشِين!!. ثُمَّ أصبحت تلك المفردات جزءاً من لغة الأحفاد لدرجة أنَّ النَّاس في الحباب إلى اليوم يرددون تلك العبارات: «طَيْىء أبُوكَ» و«طَيْىء حُوكَ» بتلقائية، وربَّما دون وعْي بأصلها، وذلك عند الرضا أو الاعتزاز، وربما لاستنكار قول أو فعل لا يليق بالفاعل.. هذا وقد علمت أن عادة القُطْعَة ما تزال حتى اليوم منتشرة لدى بعض القبائل القحطانية الأصل مثل طَيْىء وشمَّر.

23- هل تـأثــرت اللـهـجة السودانـيـة بلهجة الحباب أو الحميرية عموماً ؟

في البدء يجب أنْ ننبه الى أننا سنستخدم كثيراً في بحثنا المتعلق باللهجة الحبابية مصطلح "اللهجة السودانية" ونقصد بها لهجة وسط السودان وشماله الأقرب للوسط حتى منطقة الشايقية، وهي لهجة أصبحت تتمدد في أطراف السودان شيئاً فشيئاً بسبب الإعلام الرسمي المسموع (منذ عام 1941م) والمرئي (منذ نهاية عام 1962م). نقول هذا وفي ذهننا لهجات عربية أخرى في السودان تؤدى بطرق مختلفة، ومثال على ذلك لهجة أهل البطانة، التي بها كثير من المفردات البجاوية ولاسيما لهجة الحباب، وإن كانت قريبة من لهجة الوسط، ولهجة البقارة في كردفان والتي تنحى مناحي أخرى تتقاطع مع أداء الحباب مثل فتح كاف الملكية في آخر الكلمة (مثلاً يقولون: ألْحَقْ بَقَرْكَ" بدل "بَقَرَكْ" الدراجة في لهجة الوسط)، وغير ذلك من التعابير. هذا ناهيك عن لهجة عرب دافور وغيرها من المناطق.

والسؤال الذي نطرحه للنقاش هو: هل تـأثــرت اللـهـجة السودانـيـة بلهجة الحباب أو الحميرية عموماً ؟

الأمر يحتاج لدراسة متأنية من قبل المهتمين بشأن تطور اللغات ولكني لاحظت تأثر اللهجة السودانية في كثير من المناحي بالحِمْيَرِية وهذا أمر غير مستغرب لكون قبائل كثيرة في السودان، ولاسيمَّا قبائل حِمْيَر من بليَّ وجهينة، قد استوطنت السودان منذ أمدٍ بعيد. ومما لفت نظري أنَّ كثيراً من المفردات في اللهجة السودانية لا تنحى منحى اللهجات العربية الأخرى، وإنَّما تتبع نفس أسلوب الحِمْيَرِيين والبجاوية أحياناً كما هو الحال في مقطع آب الذي يلحق باسماء القبائل العربية في وسط وشمال السودان نتيجة لتأثير البلويين (الحدارب)، ولا نجده في قبائل عرب غرب السودان. مثال على ذلك أنَّ مفردات شائعة اليوم كلقولهم: بَكَّايْ، جَرَّايْ، قَرَّايْ، سَوَّايْ، لاوَاي …الخ، نجدها لا تستقيم مع وزنها في اللغة الفصحى بل لا تستقيم مع بقية اللهجات العربية الأخرى، ولكنها تتفق تماما مع الإسلوب الحِمْيَرِي الذي يقلب ألف المد المنتهية بهمزة الى ياءٍ ومن ذلك كلمة "ماء" التي تنطق في الحِمْيَرِية (والحبابية) "مَايْ" وسماء التي تنطق "سَمايْ" في الجعيزية Geez وإنْ تحور نطقها الى "سَمَا" في الحبابية نتيجةً لتأثير الدين الإسلامي الذي جاء به عرب الشمال كما نعلم. وهذا استخدام دارج في لهجة الحباب لكل كلمة تنتهي بألف المدِّ المنتهية بهمزة (على وزن فَعْلاء) يتم نطقها على وزن "فَعْلَايْ" مثل "أطْبَاء" تنطق "أطْبَايْ" و"أسْمَاء" تنطق "أسْمَايْ" و"أدْمَاء - جمع دم" تنطق "أدْمَايْ"، وهكذا. وبالرجوع للكلمات التي استشهدنا بها من اللهجة السودانية فإن القياس هو "بَكَّاءٌ" بدل "بَكَّايْ"، و"جَرَّاءٌ" بدل "جَرَّايْ"، و"قَـرَّاءٌ" بدل "قَرَّايْ"، و"سَوَّاءٌ" بدل "سَوَّايْ"، و"لَاواءٌ" بدل "لاوَايْ"، وعلى ذلك فَقِسْ باقي الكلمات. كذلك نجد بعض الاستخدامات لكاف المخاطب، بدلاًمن تاء المخاطب، مثل قولهم: "أرَحْكَ" و"أرحكاكم" و"قوماك" و"قوماكم" و"أمشاك" و"أمشاكم" و"يَلاك" و"يلاكم" و"أرَيتَكْ تمشي ليهم"، وهكذا. وهنا نشير الى مدحة قديمة قيلت في النبي (ص) ومبدأها:

تَكْرِنَاكْ يا عَشُوقْ*** للغِالِي طَالْ الشَّوقْ

والفعل "تَكْرِن" هنا مقصود به المشي على الأرجل وهو مستوحى من اشتهار قبائل التكرور أو التكارير أو التكارين بالسير الى الحج على أرجلهم فيما سبق،،

24ـ هِدَايْ: يقصد بها في لهجة الحباب العرس والزواج، وأصلها هو "هِدَاء" وانقلبت الى هِدَايْ، كما انقلبت "ماء" الى "مَايْ" طبقاً للقاعدة المتبعة في اللغة السبئية، وقد أشرنا الى ذلك في موضع آخر من هذا البحث. والهِدَاءُ في الفصحى يقصد به العرس ويقصد به كذلك ما يتم في العرس من تجمع ووليمةٍ. ورد في القاموس المحيط (مادة الهدى) إنَّ معنى الهِدَاءُ هو: أنْ تَجِيءَ هذه بِطعامٍ وهذه بِطعامٍ، فَتَأْكُلا مَعاً في مكانٍ، ثم ذكر ما معناه أنَّ لفظ "هَدِيٍّ" تعني العروس. وأما لسان العرب فيوضح أنَّ الهَدِيّ والهِدِيَّة هي "العَرُوس"؛ وهَدَى العروسَ إِلى بَعْلِها هِدَاءً بمعنى زفَّها الى زوجها.

25ـ كِرَايْ: (بكسر الكاف وفتح الرَّاء) تعني مطلق الأجر، يدفع مقابل منفعة أو خدمة أو نحوها، أو ربَّما كان مجرد حافز فهو "كِرَايٌ" في لهجة الحباب. ولفظة "كِرَايْ" هي في الأصل "كِرَاء" وانقلبت الى "كِرَايْ" كما انقلبت "مَاء" الى "مَايْ" وذلك طبقاً للقاعدة المتبعة في اللغة السبئية التي أشرنا اليها في موضع آخر من هذا البحث. ومعنى "الكِرَاء" في الحبابية والفصحى يتطابقان فقد ورد في معجم (القاموس المحيط)، مادة كَرى، أنَّ "الكِرْوَةُ والكِراءُ، بكسرهما: أُجْرَةُ المُسْتَأْجَرِ". وكانت لفظة كِرَاء هي السائدة في الفصحى ثمَّ حلت محلها في عهد متأخر لفظة "أجرة". يقال أكْرَيْتُ الدار فهي مُكْراةٌ، والبيت مُكْرًى، واكْتَرَيْتُ، واسْتَكْرَيْتُ، وتَكارَيْتُ بمعنًى الاستئجار (انظر الصّحّاح في اللغة - مادة كرى). وقال بن بطوطة في أوخر القرن الرابع عشر الميلادي (توفي حوالي عام 1377م) في كتابه (تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار) يصف جزءًا من رحلته في منطقة البُجَة: "وبعد مسيرة تسعة أيام من رأس دواير، وصلنا إلى عيذاب، واكترينا الجمال…". إذَنْ؛ الكِرَاءُ والكِرْوَةُ الكَرْوَةُ والكُرْوةُ، كلها بمعنى واحد وهو الأَجْرُ أو الأُجْرَةُ، وحسناً فعلت دولة قطر حيث أطلقت مسمى "كَرْوَة" على شركة توفر سيارات الأجرة، ففي هذا إحياءٌ لتراثنا بطرق معاصرة.

26ـ هَتَكْ: اسم ليس له فعل عند الحباب ويعنون به الكلام الذي يُعَدُّ لَغْوًا أو ما يسمى في اللهجات العربية الأخرى في عصرنا الراهن "الوَنَسَة الفارغة!!". أما إذا لقي الكلام استحسان المستمع فهو "هِجِكْ" لدى الحباب، وإنْ لم يعجب السامع فهو "هَتَكْ". ولم أقف على معنى مشابهٍ لكلمة "هَتَكْ" في المعجم السبئي، وهو على كل حال لا يحتوي إلاَّ على جزء يسير من كلمات النقوش السبئية التى استعان بها كاتبوه. أما "الهَتْكُ" في الفصحى فهو خَرْقُ السِّتْر وكَشْفُ ما وراءه، وربَّما من هذا المعنى تطوَّر مدلول كلمة "هَتَكْ" لدى الحباب لتعني الكلام غير المرغوب فيه؛ فهم يقولون مثلاً - لمن لا يعجبهم كلامه: "هَتَكْ إِيْ تِيبَلْ" بمعنى توقف عن الكلام غير المفيد، والذي قد يحتوى على غيبةٍ ونميمةٍ وهَتْكِ لأعراض الآخرين، والله أعلم.

27ـ أَمِر: بفتح الألف وكسر الميم تعني المعرفة؛ وهي مصدر الفعل الماضي آمَرَ (بفتح الميم) أي عرف، والمضارع: تأمِّر والأمر: آمِر (بكسر الميم). ومن التعابير الدارجة في لهجة الحباب قولهم: "أبَايْكم إيْ آمَرْنَا" أي لم نتعرف عليكم. أما "تآمِرْتَه (تآمِرْتَها)" فتعني علامتها ودلالتها وإشارتها. ولم أجد في المعجم السبئي ولا في الفصحى مطابقة لمعنى المعرفة وإن كانت معاني الكلمة في كليهما تقترب من معانيها لدى الحباب. فقد ورد في المعجم السَّبَـئي (ص 6) أنَّ “'MR” تعني أمَارَة؛ إشارة؛ جواب. أما في الفصحى فإنَّ "أَمَارٌ" و"أَمَرَةٌ" و"أمَارَةٌ" (بفتح الهمزة والميم): كلها بمعنى واحد وهو العَلَم والعلامة، من حجارة وغيرها، توضع بغرض المعرفة والاستدلال على الشيء. قال الفراء : يقال ما بها أمَرٌ أي عَلَم. وقال أبو عمرو: الأمَرَاتُ الأعْلَامُ، واحدتها أَمَرَةٌ. قال الشاعر قديماً:
إذا طلعت شمس النهار فإنَّها * أمَارَةُ تسليمي عليك فسلمي.

وفي حديث ابن مسعود: "ابعثوا بالهدي واجعلوا بينكم وبينه يوم أَمَار". وفي حديث آخر: "فهل للسَّفر أَمَارَة؟". وما زال أهل مصر يستخدمون كلمة "أمَارَة" بمعنى علامة.

وكلمة أمَارَتْ (الأمارة) كانت في الأصل تعني بناءً أقيم فوق جبل في عهد عَادٍ وإرَمَ "عريض مثل البيت وأعظم، وطوله في السماء أربعون قامة" (راجع معجم تاج العروس - مادة أمر).

أما الفعل آمِرْ (بكسر الميم كما يفعل الحباب) فمعناه شاور ومن ذلك حديث الرسول (ص): "آمِرُوا النِّساءَ في أنْفُسِهِن" أي شاوِرُوهُنَّ في تَزْوِيجِهنَّ.

28ـ نَكْسَ: فعل ماضي بمعنى رحل وهجر وترك في لهجة الحباب، والمضارع "تِنْكَس" والأمر "نِكَسْ" والفاعل "نَاكِس" وجمع الفاعلين "نَاكْسَامْ" طبقاً لصيغة الجمع الحميرية "فاعْلام" الدارجة في اللهجة الحبابية، والمصدر "نَكِيس". يقول الحباب مثلاً: "أبْيَاتْ نَكَسْنَاهُ" بمعنى نقلنا البيوت الى مكان آخر ويقولون: "هِجْيَاهُ نَكَسَ مِنَّا (مِنْهَا)" بمعنى بدل وغير وخالف كلامه الأول. والفعل "نَكْسَ" هو في الأصل "نَكَثَ" كما في الفصحى ولكن الحباب يقلبون الثاء الى السين، شأنهم في ذلك شأن كثير من اللهجات العربية المعاصرة. و"نَكَثَ" في الفصحى تعني، بصفة عامة الانتقال من وضع الى وضعٍ يخالفه، سواءً في القول أو الفعل. ورد في معجم (مقاييس اللغة - مادة نَكَثَ) أنَّ النون والكاف والثاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على نَقْضِ شيء. ونَكَثَ العهد ينكُثُه نَكْثاً؛ وانتَكَثَ الشّيءُ: انتَقَض. وبهذا المعنى ورد قوله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ" {سورة الفتح: الآية: 10}. إذَنْ؛ فإنَّ كلمة "نَكَسَ" ومشتقاتها في اللهجة الحبابية تقابلها في الفصحى "نكَثَ" يَنكُثُ ويَنكِثُ، نَكْثًا، فهو ناكِث، والمفعول مَنْكوث، والمصدر نَكِيث. نعود الآن الى عادة قلب "الثَّاءِ" الى حرف "السين" في اللهجات العربية المعاصرة فنقول: يلجأ الناس في معظم لهجات المشرق العربي الى نطق الثاء سيناً، وهذا أمرٌ لا يحتاج منَّا الى دليل ويكفيك أنْ تستمع لأي حديث يدور بتلك اللهجات لتتبين ذلك. وهنا تحضرني أغنية مشهورة، للفنان صديق عباس، تؤدى باللهجة العامية السودان يقول مطلعها:-

"عَبْرَ الأثَير بَكْتِبْ سِطُور لي سِتْ هَوَايْ وأرَسِّلا"؛ وما يهمنا هنا هو أنًّ كثيراً من الغَنَّايين "الفنانين" يرددونها بَيْدَ أنَّهم يُشَوِهُون تلك الأغنية الجميلة بنطقهم الخاطئ لكلمة "الأثير" التي تتحول في أدائهم الى "الأسَير" وشتَّان ما بين المعنيين‼. هذا هو الدارج في لهجات الشرق العربي بصفة عامة. أمَّا في لهجات المغرب العربي فإنهم قد تخلصوا من "الثاء" بقلبها الى "تاء"، ولهذا تجد "الثَّاء" في كل كلمة تنطق لديهم "تاءً" فيقولون: "تُور" بدل "ثَوْر" و"تُوَّار" بدل "ثُوَّار" و"تَانِي" بدل "ثَانِي" وهكذا. وهذا سبب قول بعض السودانيين "إنْتَايَة" وأصلها "انثاية - بمعنى أنثى مقابل الذكر).

29ـ سَعْلَ: (بفتح لام الكلمة) فعل ماضي بمعنى سَعَلَ والمضارع "تِسْعِل" والأمر "سَعَلْ" والمصدر "سِعْلَتْ" و"سَعِيل" و"سِعْلُوت". و المعنى يوافق الحِمْيَرِيَة 'S'L (المعجم السَّبَئي- ص 122) وكذلك يوافق الفصحى. ورد في القاموس المحيط: سَعَلَ، كنَصَر َ، سُعالاً وسُعْلَةً، بضمهما، حَرَكَةٌ تَدْفَعُ بها الطَّبيعةُ أذًى عن الرِئَةِ والأَعْضَاءِ التي تَتَّصِلُ بها.

30ـ تَبَّتْ: اسم بمعنى الأرض المرتفعة قليلاً في لهجة الحباب، والجمع "تِبَاب"؛ وما زالت هذه الكلمة مستخدمة الى وقتنا الراهن (2016م) في اللهجة اليمنية بنفس هذا المعنى وإنْ كنت لم أجد لها معنىً مرادفًا في الفصحى.

إلى اللقاء... في الجزء القادم

التعليقات  

اسامة
#اسامة2019-06-12 04:20
تحياتي استاذ أحمد

فيما يختص بابدال تاء المخاطب كافا كما في ارحكاكم وقوماك وقوماكم وامشاك وامشاكم ويلاك ويلاكم واريتك
ما الأصل فيها ؟ بمعنى كيف تكون في حالتها الأصلية بالتاء ؟
خاصة ارحكاكم بها كافين.
بالمناسبة عبدالوهاب القرطبي اسمى هذه الظاهرة "الكتكتة" وارجعها إلي قبائل حمير باليمن، كما ذكرت.
رد
اسامة
#اسامة2019-06-12 04:51
الكلمة في الرقم ٣٠ تبت بمعنى الأرض المرتفعة.
احسبها من "وثب" الفصيحة.
والميثب، مفعل من وثب، في اللغة الأرض المرتفعة. وجمعها مآثب ومواثب.
ثم حدث بها إبدال
رد
Top
X

Right Click

No Right Click